قبل 10 أعوام توفيت عمة «بثينة رأفت البرعي»، الشهيرة ب«بوسي البرعي»، بنفس المشهد والتفاصيل، حيث لقيت «بوسي»، مصرعها قبل زفافها بأيام قليلة، ليتحول الفرح إلى مآتم داخل منطقة العزبة الجديدة غرب مدينة كفر الشيخ، وهو المشهد الذي أعاد للأذهان قصة وفاة عمة العروس، حيث توفيت أيضا قبل زفافها بأيام في حادث أليم، لتترك حزناً في نفوس أهالي كفر الشيخ. «عمتها ماتت بنفس الطريقة من 10 سنين، وكأن الزمن يعيد نفسه مرة تانية، بوسي كانت شبه عمتها المتوفية في كل حاجة، ضحكتها وطباعها الاجتماعية وحب الناس ليها، وكأنها فولة واتقسمت نصين، علشان كده والديها كانوا بيخافوا عليها وعلى أخواتها أوي لكنهما لم يتوقعا أن تموت ابنتهم وأول فرحتهم بنفس الطريقة التي توفيت بها عمتها»، بهذه الكلمات عبرت نورهان هاني، ابنة عمة الفتاة بوسي البرعي عن حزنها وحزن أسرتها. وقالت ابنة عمة الفتاة المتوفاة، إنها كانت سعيدة لقرب حفل زفافها على خطيبها محمود برهامي: «كانت مبسوطة وعزمت الناس كلها، وكانت طيبة وحنونة وبتحب الجميع، أنا عمري ماشوفت حد محبوب زيها كده، علشان كده جنازتها كانت عالمية وكل الناس كانت بتقول ماذا بينك وبين الله يابوسي، رغم بشاعة الحادث إلا آن الآلاف كانوا موجودين في جنازتها ليلا، والستات تطلق الزغاريد وأخريات يتسلحن بالدعاء على قبرها، كنا بنزف بوسي للجنة، معتقدش إن مشهد زفافها لبيت زوجها كان ممكن يكون 1% من مشهد زفافها إلى قبرها». الآلاف يشيعون جثمان العروس المتوفاه وسط حزن كبير «زغاريد وبكاء ودعاء»، تلك كانت مشاهد من جنازة عروس كفر الشيخ التي توفيت أثناء الذهاب مع أسرتها وخطيبها لشراء أثاث عش الزوجية من مدينة دمياط، لتنقلب بهم السيارة لتلقى مصرعها ويصاب والداها وخطيبها، في حادث أليم، لتتحول صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي« فيس بوك»، لدفتر عزاء مفتوح، سواء من يعرفها أو من لم يعرفها، فالفتاة التي احتفلت بعيد ميلادها ال20 قبل أيام قليلة، ودعت أصدقائها لتشريفها يوم الجمعة المقبل لنقل جهازها لمنزل الزوجية، ودعها الجميع إلى قبرها:« مكناش متخيلين اللي حصل، كلنا لسه في صدمة، محدش مصدرق، الستات كانت بتزغرد كأن بوسي رايحة لعريسها مش قبرها»، تقولها ميرهان محمود صديقة بوسي . العروس دعت أصدقائها لنقل جهازها قبل وفاتها بساعات وشيع الآلاف من أبناء كفر الشيخ، جثمان بثينة رأفت البرعي الشهيرة ببوسي البرعي، إلى مثواه الأخير في ساعة متاخرة من مساء أمس، بينما لازال خطيبها ووالديها يرقدان بأحد مستشفيات كفر الشيخ الخاصة لتلقي العلاج، بعدما أصيبوا في حادث أليم أثناء ذهابهم لشراء أثاث منزل الزوجية من دمياط. ودونت العروس المتوفية رسالة لأصدقائها لم تعلم أنها الأخيرة قبل وفاتها بساعات قليلة :«بإذن الله عفشي وفرحي يوم الجمعة بعد الصلاة عند البيت العزبة الجديدة شارع التلاجة، وطبعا هستناكم تشرفوني، وكلكم اخواتي، وأكيد مش محتاجين عزومة، وإن شاء الله تبقى أحلى فرحة».. هذه كانت آخر كلمات العروس المتوفاة والتي دونتها أمس على صفحتها الشخصية بموقع «فيسبوك»، مرفقة بأغنية وصورة لها مع خطيبها محمود البرهامي.