قدّم ألوان مختلفة بعدسته طوال مشواره الفني، كان ماهرا في الكوميديا ب«ريا وسكينة» ثم «الواد سيد الشغّال» و«أنا والنظام وهواك»، ومبدعا في التراجيديا ب«نحن لا نزرع الشوك» الذي قدّمه للسينما بطولة شادية ومحمود ياسين، ثم قدّمه للتلفزيون بطولة آثار الحكيم وخالد النبوي، ومميّزا في الاستعراض بفيلم «مولد يا دنيا»، وأجاد في الأفلام السياسية ب«إحنا بتوع الأتوبيس»، هو المخرج الراحل حسين كمال (1943 – 2003)، الذي تحل اليوم الذكرى ال87 لميلاده. «المستحيل» الذي أبكى حسين كمال كان أول الأعمال التي قدّمها الراحل للسينما فيلم «المستحيل»، بطولة كمال الشناوي ونادية لطفي في العام 1965، ظنّ حينها أنّ الجمهور سيرفعه عاليا ويشير إليه بالبنان، لكن زيارة قصيرة إلى إحدى سينمات السيدة زينب كانت كفيلة بتحطيم ظنونه ودفعه للبكاء، حسب ما ذكرت صحيفة الوفد على لسان الراحل، عام 1999، أثناء ندوة حضرها في معهد جوته الألماني، احتفاء بفيلمه «حب تحت المطر»، باعتباره من علامات السينما المصرية. إحباط وتفكير.. ماذا بعد! «ذهبت إلى سينما في حي السيدة زينب لمتابعة ردود أفعال الجمهور على فيلم المستحيل، لكن ما شاهدته هناك أصابني بالإحباط، رأيت الجمهور يحطّم المقاعد بعد مشاهدة الفيلم».. قال الراحل واصفا ما شعُر به، بعد زيارته إلى السينما، حيث خرج بعدها إلى شوارع القاهرة باكيا، يفكر ما الذي يمكنه تقديمه للجمهور كي يرضى عنه؟. «أبي فوق الشجرة» و«الصلح» مع الجمهور خرج كمال من السينما محبطا، لكن اليأس لم يتسلل إلى قلبه، فكر كيف يمكنه أن يرضى الجمهور الغاضب بسبب فيلم «المستحيل»، وبعد سنوات من الواقعة المؤلمة، أثلج فيلم «أبي فوق الشجرة»، الذي كان آخر أفلام العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، صدر حسين كمال، يقول عنه: «استمر عرض الفيلم في دور العرض 53 أسبوعا كاملة، ورُفع منها بقرار حكومي، إرضاء لأصحاب الأفلام الأخرى».