بعد طول مدة التوتر بين البلدين، عقب 30 يونيو 2013 وعزل محمد مرسي، التي استمرت خمسة عشر شهرًا، ما بين إنكار الثورة ومساندة جماعة الإخوان، إلى الاعتراف بعدم مقدرة المعزول على حكم البلاد في سبتمبر الماضي، وتعطيل صفقة الطائرات الأباتشي لمحاربة الإرهاب، ثم إعادتها مرة أخرى في أغسطس 2014، قرر اليوم باراك أوباما دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أثناء وجوده في نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى عقد لقاء يوم الخميس المقبل لإجراء مباحثات بين الجانبين. وعلق على هذا الشأن، السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن الطلب ينمّ عن تأكد الولاياتالمتحدة من أن مصر تمثل قوى عظمى في المنطقة العربية ولديها مطالب ومصالح يجب مراعتها، لذلك سيسعى الأمريكان لتنفيذها. وأوضح الصفتي، في تصريح ل"الوطن"، أن اللقاء سيتعرض لعدة قضايا، أهمها العلاقات الثنائية المتوترة بين البلدين، مرجعًا السبب فيها لأمريكا، على حد قوله، لمساندتها لمواقف جماعة الإخوان، وموقفها العدائي من الثورة في بادئ الأمر، فضلًا عن إيقافها صفقة الأسلحة والمعونات الاقتصادية مخالفة بذلك معاهدة كامب ديفيد. وأضاف أن اللقاء سيشمل الوضع في المنطقة العربية، والإرهاب الذي تتعرض إليه، مشيرًا إلى إمكانية مناقشة انضمام مصر إلى التحالف الدولي ضد "داعش" الذي تقوده أمريكا، بجانب حالة حقوق الإنسان في مصر التي تحتاج إلى إصلاح سريع. وقال السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اللقاء سيتم في إطار دبلوماسي، حيث إنه جرت العادة بأن يلتقي أوباما بالرؤساء الحاضرين بالأمم المتحدة، مضيفًا أن البيان الذي سيصدر عقب اللقاء سيكون صحفيًا وليس رسميًا من الطرفين. وتابع، في تصريح ل"الوطن"، أن اللقاء سيستعرض توحيد وجهات النظر في الإرهاب الذي يعاني منه العالم، وأنه لا يقتصر على "داعش" فقط، بل توجد جماعات أخرى تجب القضاء عليها، ومساندة أمريكا لمصر في حربها على الإرهاب على أراضيها. وأشار إلى أن الرئيسين يتطرقان خلال حديثهما إلى العلاقات المتردية بين البلدين، وعلى رأسها ووضع الإخوان في مصر، وإصلاح أمريكا لموقفها من الجماعة، إضافة إلى مناقشة الشأن العالمي والوضع الاقتصادي الدولي والأمم المتحدة. ومن ناحيته، أكد السفير جمال بيومي، الدبلوماسي السابق، ل"الوطن"، أن طلب أوباما للقاء يمثل خطوة ودية، ومبادرة لإنهاء التوتر بين الدولتين، متوقعًا أن تجني ثمارها وتخرج بنتيجة تقارب بين البلدين. ويرى أنهما سيتناولان خلال اللقاء الوضع العالمي، ومكافحة الإرهاب، وعلاقة مصر بروسيا، والوضع الأوكراني، والشأن الفلسطيني والانتهاكات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، إضافة إلى التحالف الأطلسي وأوروبا.