بفكرة بسيطة، خُلقت مبادرة، وولدّت تجربة مختلفة بفرنسا لإقامة حدث ثقافي وفني دولي في "كان" ينافس قرينه بالبندقية، من قبل وزير التعليم العام والفنون الجميلة جون زاي. حقق المهرجان نجاحًا لافتًا في أول أيامه، 1 سبتمبر 1939، ولم يلبث يومه الثالث يبدأ، إلا واندلعت الحرب العالمية الثانية بين قوى الحلفاء، ودول المحور، فأحبطت التجربة حديثة الولادة ذات اليومين، قبل أن تبدأ، كغيرها من الأهداف والتجارب التي لم تكتب لها الحياة أثناء الحرب. وبعد مرور أكثر من 6 سنوات، عاد مهرجان "كان" السينمائي للظهور مرة أخرى، بقوة، في 20 سبتمبر 1946، لتأكيد الميلاد الجديد للمولود الذي لم يكتبه له الاستمرار مسبقًا، تحت رعاية وزارتي الخارجية والتعليم الفرنسيتين، كأحد أهم المهرجانات السينمائية عبر العالم، واحتاج لعام كامل بعد انتهاء الحرب العالمية، ليبدأ انطلاقته الفعلية، التي هددها شبح التمويل فيما بعد في دورته لعام 1950، ليتوقف مرة أخرى لدورة واحدة، ويعود بعدها في عام 1968، إلى أن أصبح يقام كل عام في شهر مايو. ويرجع اختيار إقامة المهرجان في مدينة كان، جنوبفرنسا، بسبب موقعها المميز على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وجوها المعتدل، فضلًا عن موافقتها على إنشاء موقع خاص للمهرجان، ويتميز بحضور فني وسينمائي كبير ومتنوع من جميع الفنانين والمشاهير من جميع أرجاء العالم، حيث يتميز بالتجديد والقدرة على مواكبة الموجات الفنية الجديدة ودعمها، ويتجلى دوره في إبراز وتسليط الضوء على أعمال تخدم تطور السينما والأعمال الفريدة من حيث الموضوع والجمالية، وتعزز تنمية صناعة الأفلام في العالم، وتكريم الفن السابع دوليًا. "السجادة الحمراء" أشهر ما يميز المهرجان، الذي يحظى بالاهتمام الإعلامي الأكبر، حيث يعد فرصة لاستقبال كبار نجوم السينما العالمية والمواهب الناشئة لأول مرة وبنفس التقدير، ولتكريم إبداع الفنانين، الذي تعتمد عليه شهرة المهرجان في المقام الأول، بالإضافة إلى جوائزه المتعددة، وهم "السعفة الذهبية" لأفضل فيلم، بجانب جائزة لجنة التحكيم وأفضل "إخراج - سيناريو - ممثل - ممثلة - فيلم قصير"، وتمر عملية فرز الأفلام المرشحة لهذه الجوائز، عبر مرشحات فنية دقيقة، حيث يتزايد عدد الأفلام المقدمة للمهرجان سنويًّا عن ألفي فيلم، وتقوم لجان مشاهدة متخصصة بفرزها والوصول بها إلى 22 فيلمًا متنافسًا.