مع استمرار عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين، ارتفع عدد قتلى الفيضانات في الجهة الغربية من القارة الأوروبية إلى أكثر من 180 شخصا حتى أمس الأحد، وقدرت الشرطة عدد القتلى في منطقة «أرفيلر» التي تضررت بشدة بولاية «راينلاند بالاتينات» الواقعة غرب ألمانيا بنحو 110 قتلى، وفق ما نقلت وكالة «أسوشييتد برس». كما أوضحت الشرطة الألمانية أنها تخشى استمرار ارتفاع العدد، فيما تأكد في ولاية «نوردراين فيستفال» المجاورة، الأكثر سكاناً في ألمانيا، مقتل 45 شخصاً، من بينهم أربعة من رجال الإطفاء، فيما سجلت بلجيكا سقوط 27 قتيلاً. ومن المقرر أن تزور المستشارة أنجيلا ميركل، قرية شولد، بالقرب من أرفيلر التي دمرتها الفيضانات في وقت لاحق أمس، وتأتي زيارتها بعد أن توجه رئيس ألمانيا إلى المنطقة السبت، وأوضح أنها ستحتاج إلى دعم طويل الأمد، حيث كانت الفيضانات اجتاحت مساء السبت الماضي منطقة الحدود الألمانية التشيكية، كما ضربت خلال الأسبوع الماضي، مناطق عدة من ألمانيا ومنها الزاوية الجنوبية الشرقية للبلاد وفوق الحدود في النمسا. The slow moving persistent upper-level low that brought the long-lasting intense rainfall which caused the deadly #flooding in Germany & many parts of W Europe this week can be clearly in satellite imagery. First this loop of Airmass RGB & @HydroSAF precip rate 1/2 pic.twitter.com/dbOVRJjCfS — EUMETSAT Users (@eumetsat_users) July 16, 2021 وتساهم عدة عوامل في زيادة الفيضانات، إلا أن الاحترار الذي يسببه التغير المناخي، يجعل إمكانية تساقط الامطار الغزيرة أكثر احتمالية، وكانت زادت درجة الحرارة عالميًا بنحو 1.2 درجة مئوية، منذ بداية العصر الصناعي وستستمر درجات الحرارة بالزيادة ما لم تتخذ الحكومات حول العالم خطوات جريئة لتقليل معدل الانبعاثات، وفقًا ل«bbc». وكان أعلن رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو يوم 20 يوليو، يومًا للحداد العام في البلاد، قائلًا: «نحن ننتظر الإحصاء النهائي للضحايا، لكن هذه قد تكون الفيضانات الأكثر كارثية في تاريخ البلاد»، ولا يزال المئات في عداد المفقودين في ألمانيا، حيث تعهدت المستشارة أنجيلا ميركل بدعم كامل للضحايا. وعزا رئيس وزراء ولاية شمال الرين-ويستفاليا الألمانية أرمين لاشيت، الأحوال الجوية القاسية إلى التغير المناخي، وذلك خلال زيارة قام بها إلى منطقة منكوبة، وأضاف قائلًا: «سوف نواجه أحداثًا كهذه بشكل متكرر، وهذا يعني أن علينا مسارعة الإجراءات الرامية إلى الحماية من آثار التغير المناخي، فأثره المناخي ليس مقصورًا على دولة واحدة». وقال خبراء إنهم يتوقعون زيادة في آثار التغير المناخي وتكرار مرات حدوثها، ولكن ربط حدث منفرد بالتغير المناخي هو شيء معقد، وكانت منطقتا أرفيلر وشمال الرين-ويستفاليا في ألمانيا الأكثر تأثرًا بالأحوال الجوية القاسية، لكن بلجيكا وهولندا تأثرتا أيضًا. كما حدثت فيضانات في لوكسيمبورج وسويسرا، وفُقدت آثار مئات الأشخاص في منطقة أرفيلر، حسب ما أفادت السلطات الألمانية، وقالت متحدثة باسم الحكومة المحلية إن شبكات الهاتف النقال قد توقفت عن العمل مما جعل التواصل مع الناس مستحيلًا، كما اختفت آثار 1300 شخص في مقاطعة أهرويلر غربي ألمانيا، حسبما صرحت به السلطات. وقال متحدث باسم السلطات المحلية بإن من المستحيل الاتصال بالمفقودين بسبب تعطل عمل شبكات الهواتف المحمولة، وقد دمرت قرية شلد التي يبلغ سكانها 700 نسمة بالكامل وتنبأت الأحوال الجوية بسقوط أمطار قوية في المنطقة الجمعة القادمة. ووصل نحو 15 ألف رجل شرطة وجندي وعامل إنقاذ إلى المنطقة للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، فيما قامت المروحيات بانتشال العالقين من على سطوح المنازل وقامت الدبابات بتنظيف الطرق من الركام والأشجار المكسورة والشظايا، وقال سكان في المنطقة ل«وكالة أنباء فرانس برس» إن الكارثة سببت لهم صدمة.