كان الفرحة الأولى فأصبح «البركة»، كان الصبى الذى انتظره العروسان 9 شهور ليكلل فرحتهما بزواج سعيد فصار الخوف عليه لا ينتهى رغم امتداد عمره 28 عاماً كاملة، «طفل منغولى» ربما تثير الكلمة شفقة البعض وعطفهم، وربما تصحبها آيات الدعاء أن عافانا بما ابتلى به غيرنا، لكن الأب «محمد عبدالفتاح أحمد حسين»، كانت له وجهة نظر أخرى حينما اكتشف أن وليده الأول «معاق ذهنياً». «نعمة من الله»، هكذا يصف الأب ابنه البكرى «علاء الدين»، حمل الابن اسماً سحرياً، لكنه لم يأخذ منه سوى ذلك القبول الخفى فى قلوب الناس وحب من حوله، فالقدر لم يمنحه بساطاً سحرياً، مكتفياً ب50 جنيهاً معاش ضمان اجتماعى: «علاء بيتعالج شهرياً ب300 جنيه من وهو عيل صغير بدواء منشط للمخ وربنا بيقدرنى عليه»، 50 جنيهاً فى أواخر التسعينات وصلت فى 2014 إلى 323 جنيهاً يحصل عليها «علاء الدين» فى مطلع كل شهر كمعاش أقرته لجنة طبية ثلاثية بطنطا قدرت نسبة العجز بأكثر من 50%. مدرس لغة عربية، هكذا يعمل الأب، الذى زاد مرتبه الشهرى ليصبح 2250، وهو ما ارتأته وزارة التضامن سبباً كافياً لأن تمنع معاش الابن المعاق رغم وجود 4 أشقاء له جميعهم فى مراحل مختلفة من التعليم: «يا ريتها جت على قطع المعاش، لكن كمان لقيت نفسى مطالب برد 2153 جنيهاً للحكومة قيمة المعاش من شهر سبتمبر اللى فات» 533 جنيهاً هى قيمة ما استطاع الأب سداده لوزارة التضامن خوفاً من حبسه أو ابنه المعاق: «فين حقوق المعاقين ومعاشاتهم اللى بنسمع عنها ولا هو كلام وخلاص؟!»، يتحدث الأب مناشداً وزيرة التضامن التدخل لحل مأساة أسرة بكاملها: «ابنى له حقوق على الدولة، وأنا ليا حق فى مرتبى اللى زاد يبقى ليه كل ده؟!». كمال الشريف، وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعى، أكد ل«الوطن» أنه سيتم بحث حالة الشاب المعاق «علاء الدين»، مضيفاً أن قوانين المعاش للأسف تمنع المعاق فى رعاية والده من الحصول على معاش إذا زاد دخله على 1200 جنيه «لكن سيتم مراجعة حالة علاء، خاصة أنه معاق إعاقة تمنعه من العمل».