مسكين هذا «الباراك» ابن الحاج «أوباما» الذى تاه بين أصوله المتنافرة ما بين أم أمريكية بيضاء البشرة، وأب أفريقى أسود البشرة. ها هى فترة ولايته الثانية قد وصلت لمنتصف المسافة وهو بعد لم يفعل لبلاده أى شىء يخلده فى التاريخ، سوى مشاهد متكررة ملطخة بالدماء.. أى دماء. وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل إنه سيترك العالم فى فوضى تُتهم بلاده بصنعها. فوضى وصفها صناع السياسة فى أمريكا عند التخطيط لها بأنها «خلاقة»، بينما الواقع يؤكد أنها لم تحقق لمن يعيشها سوى الألم والتهجير والقتل واليأس فى غد يأتى بأمل. ولذا كان لا بد أن يسعى فى قمة ويلز الأخيرة لحلف الناتو أن يقنع الجميع ويجمعهم حول هدف يقوده بذاته ليحقق انتصاراً حتى لو كان وهمياً على وحش أشرف هو وأصدقاؤه على صناعته وتمويله وجعله غولاً. خرج علينا المستر أوباما معلناً تكوين تحالف من عشر دول فاعلة وثلاثين دولة داعمة لمحاربة «داعش» والقضاء عليه كما قضى على القاعدة!!! أضحكتنى تلك العبارة إلى حد تدميع العين.. فأى قاعدة التى قضى عليها الأمريكان تلك؟ والأهم هل «داعش» إلا فصيل جديد من القاعدة بنكهة دموية أشد أشد أشد؟ ورغم سخرية ما أعلنه وخطورته فى ذات الوقت، لإمكانية جره المنطقة لمزيد من التفتيت، إلا أن أهم ما يعنينى من حديث هذا السيد التائه فى أصوله، هو الدور العربى فى هذا التحالف الباحث عن تمويل مادى ولوجيستى. فأمريكا لا تدفع من جيبها على تلك الحروب، بل تتركنا نحن نفعل ذلك. حدث هذا فى حربى الخليج الأولى والثانية وسيحدث كثيراً، ولذا تترشح السعودية والإمارات للأسف لتقلد مقعد الصدارة فى تمويل هذا التحالف الخادم لمصالح مقاومة الإرهاب وحماية الحكم فى كلا البلدين. ليس هذا فحسب، بل إن «المستر» يبحث عن قوات مسلحة أيضاً تشارك فى العملية وتحارب بالوكالة وتكون على علم بطبيعة المنطقة ودروبها. وهنا يبرز زعيمان أحدهما التركى أردوغان الذى يحلم باستعادة الخلافة العثمانية وينفذ دوماً ما يؤمر به، ولكنه فى تلك المرة فى حيرة من أمره، إذ كيف يحارب من دعمه وفتح له حدود بلاده ليخترق حدود بلاد من حوله ويدمرها؟ كما أنه يخشى أن ينجر لحرب تفتح عليه أبواب جهنم. وثانيهما للأسف ملك الأردن الوارث عن أجداده الخوف الدائم على العرش بشكل يدفعه دوماً لتحقيق التفاهم مع الرؤى الغربية ولا مانع من الإسرائيلية أيضاً. ولعل هذا ما دفعه لحضور قمة الناتو ومعه وزير خارجيته. ليكرر أخطاء فعلها آباؤه وأجداده ومارسها هو حين اشتركت القوات الأردنية سراً فى التحالف الغربى على العراق عام 2003. ليطرح السؤال نفسه بشدة: فى سبيل حماية العرش الأردنى، كم دولة عربية ستهدم وكم رئيساً سيعزل؟ وهكذا يا سادة يأتى تحالف «المستر أوباما» ليكرر أخطاءنا نحن من قبله هو فى المنطقة، ويذكرنا بإرادتنا السياسية المسحوقة أمام الخوف على العروش من التهاوى. ولكننى لا أملك إلا التشبث بالرجاء أن يمحق الله مكرهم بقوة مكره ويرينا فيهم عدله وينقذ بلادى وأمتى.