حركات جسدية متناغمة مع أصوات الموسيقى تضفى بهجة على روحها وعلى المكان المحيط بها، تتنوع طريقة الرقصة حسب نوع الموسيقى والأغنية التى ترقص عليها، فتارة ترقص بحركات سريعة وقوية، وأخرى يسيطر الهدوء على حركات أطرافها، لتبدع فى فن الرقص الاستعراضى. موهبة تميزت بها الفتاة العشرينة التى تربت بإحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن، حيث نشأت «وفاء سيد عبدالحميد» منذ أن كانت فى الثالثة من عمرها، لتنبت منذ صغرها على حب الموسيقى والرقص الاستعراضى.. «كنت برقص على أى أغنية أسمعها، ما لفت انتباه المشرفات والأخصائيات فى الدار، وهنا بدأ طريقى إلى التدريبات على الحركات والرقص الاستعراضى»، هكذا روت «وفاء» التى تبلغ من العمر 25 عاماً بداية طريقها فى الرقص الاستعراضى، حتى أصبحت مُنظِّمة للحفلات التى تقام بدور الرعاية وغيرها، مشيرة إلى أنها نظمت أكثر من حفلة خلال السنوات الماضية، معتمدة على التعبيرات الحركية. ولفتت إلى أن أغنية «مين فى الحياة دى ماتولدش برىء» ل«خالد عجاج» من أكثر الأغانى التى تلمس قلبها، مؤكدة أنها حالياً تدرب الفتيات فى دور الرعاية على الرقص الاستعراضى، لافتة إلى أنها رغم دراستها والتحاقها بكلية السياحة والفنادق، أصرت على استمرار تدريبها للرقص الاستعراضى، حتى تثبت نفسها به، وتحقق حلمها فى عالم الفن الاستعراضى، قائلة: «أنا اللى نظمت العروض الاستعراضية خلال افتتاح حرم الرئيس لدار فتيات العجوزة، ونظمت حفل وزارة التضامن للاحتفال بيوم اليتيم الشهر الماضى». «أخفيت عن زملائي بالجامعة إقامتي بدار رعاية.. وكان نفسي يكون لي أهل» تتابع الفتاة العشرينة حديثها ل«الوطن»: «كنت وأنا صغيرة بحلم بأهلى، وبأتخيل لو كان عندى أم أحكيلها كل حاجة، تطبطب علىّ، ورغم إن المشرفات والأخصائيات كانوا قريبين منى، بس إحساس الأهل اتحرمت منه، والمجتمع مابيرحمش، وحتى وأنا فى الجامعة أخفيت عن جميع زملائى أنى أقيم فى دار رعاية خوفاً من نظراتهم، رغم أن الدار وفرت لنا كل سبل الدعم، وتكفلت بمصروفات الدراسة، قررت إثبات ذاتى، وأقرأ كثيراً». وأوضحت أنها تتابع كل الأغانى، وحالياً تعد مسرحية عن الإدمان وخطورته وتأثيره على الصحة بالعروض الاستعراضية، مشيرة إلى أنها رغم أنها أتمت السن القانونية لوجودها بالدار فإنها تذهب إلى الأطفال الموجودين هناك وتساعدهم على استذكار دروسهم، لافتة إلى أنها وضعت هدفاً أمامها لتحقيقه، ولن تتنازل عنه لتحارب نظرات الناس وتلقيها جانباً، قائلة: «كلام الناس السلبى بيتعبنا ويوقفنا مكانا»، وهو ما أكدته مراراً للأطفال بالدار.