نظرة واحدة لا تكفى للتأكد من أن المسجد الموضوعة صورته على فئة الخمسين جنيهاً ليس هو الموجود فى حى الدرب الأحمر، حتى لو حمل الاسم نفسه، فمسجد «قجماس الإسحاقى» والمعروف باسم مسجد «أبوحريبة» ليس وحده وسط سلسلة آثار إسلامية ومساجد أهملت بالجملة من قبل وزارتى الآثار والأوقاف. ويبدى «هشام»، صاحب ورشة لتصليح الأحذية الموجودة جوار المسجد، أسفه لحال المسجد الذى بناه الأمير سيف الدين الظاهرى أيام حكم السلطان قايتباى، قائلاً: «المسجد الذى يحمل الطابع الأثرى ده كله، يوصل بيه الحال إنهم يستهتروا بيه كده». يوضح الرجل الستينى أن أعمال الهدم فى المنطقة وتصدع أغلب البيوت المجاورة أثر سلباً على المسجد لدرجة سنده بالأعمدة والسقالات، يقول: «مفتشين الآثار جم وقت الهدد وأجبروا صاحب البيت أنه يسيب البوابة عشان قديمة وشكلها أثرى». يضيف «عم هشام»: «مسجد أبوحريبة يعتبر واحداً من المساجد المعلقة بمصر. المساجد الأثرية تسرق يومياً عينى عينك ومفيش تأمين، وسبق وسرق باب المنبر بالكامل وقد كان مليئاً بالحشوات القيمة والعاج النادر». يؤكد كلامه عم «مصطفى» صاحب محل الفضيات جوار المسجد: «سرق من المنبر 7 حشوات نجمية كطعمة بسن الفيل والمعروفة بالطبق النجمى. إن قيمة هذا المنبر كبيرة لأنه ثانى منبر أثرى فى القاهرة الإسلامية ويرجع إلى القرن السابع الهجرى». «الجامع مرتفع عن مستوى الشارع، والجامع غنى بشتى الفنون الزخرفية والمعمارية وحوله عقارات فى الحى أثرية إلا أن معظمها يباع ويهدم عن طريق الواسطة» حسب تأكيد «مصطفى»، الذى يضيف أن الحكومة قطعت المياه عن «ميضة الجامع» لعمل إصلاحات منذ نحو 6 سنوات ولم تحدث أية ترميمات أو تعديلات للمنبر أو القبلة من قبل. يضيف: «المسجد تضرر كثيراً من أثر زلزال 1992، ولا تزال المرمات موجودة حتى تحافظ على المسجد من الانهيار من وقتها حتى الآن»، مشيراً إلى أن وزارتى الآثار والأوقاف تهملان المسجد ولا تقدمان له جديداً فى انتظار إعانات وتبرعات لتنقذ الآثار ولكن هذا كله سيكون بعد فوات الأوان.