طالب الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، المواطنين أمس، بضرورة التدقيق فى أى أنباء يسمعونها قبل تداولها بين الناس، محذرا من انتشار الشائعات، التى اتهم فيها الأعداء من خارج الوطن بأن هدفهم تشرذم المجتمع، وقال: «عدوك عايز يشغلك لتقليل الإنتاج حتى تحتاج إليه فيملى عليك شروطه، وبالتالى تتأخر عن التقدم». وأضاف مرسى خلال كلمته التى امتدت لنحو 22 دقيقة عقب صلاة الجمعة بمسجد الحمد بالتجمع الخامس: «إن الكلمة يمكن أن تؤدى إلى حروب بين الناس»، واستشهد بحادثة الإفك التى قال إنها أصابت رأس الدولة، وأثارت لغطا أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وكرر الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» خلال كلمته 6 مرات، وتابع: «إذا كثر الكلام قل الإنتاج»، مطالبا الناس بأن يسمعوا كثيرا ويقللوا من الكلام، فى ظل انتشار وسائل الاتصال الحديثة التى جعلت العالم قرية صغيرة، التى قال إنها أدت إلى نشر أخبار غير صحيحة لإثارة البلبلة، ويستغلها أعداء البلاد لإشاعة الفوضى، مشيرا إلى أن التدقيق فى الأخبار التى تتداول بين الناس ليس دعوة لعدم سماعها، أو عدم إبداء الآراء فيها، ولكنها دعوة للالتزام بالضوابط الأخلاقية التى نتعلمها من مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه الدليل إلى كل خير فى الدنيا والآخرة. ولفت الرئيس فى أول كلمة جماهيرية له منذ عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن مصر بها موارد كثيرة يمكن استخدامها فى الإنتاج، وقال: «إن آل البيت لدى أهل السنة والجماعة يمثلون قدرا عظيما»، مشددا على أن مرجعيتنا وعقيدتنا هى الحساب، والقانون والدستور ينظمان حياة الأفراد، لكن المسلم لديه أهم من ذلك، مشيرا إلى أن الأمة هى مصدر السلطات. وأوضح مرسى أن الإسلام هو منهج كامل للحياة سواء فى الدنيا أو الدين، وهو يوجه الفرد فى حياته مع نفسه ويعالج المجتمعات والدول. ولم تختلف عملية تأمين «مرسى» فى صلاة الجمعة أمس عن عملية تأمينه فى صلاة الجمعة الماضية بمسجد حسن الشربتلى، حيث شهد تفتيشا قليلا للمصلين وتشويشا على شبكة المحمول، وشكل أفراد من الأمن بزى مدنى 4 صفوف وراء الرئيس، وعند وصول «مرسى» إلى المسجد قام بالصلاة ركعتين تحية للمسجد، ومعه المهندس أسعد شيخة، المرافق الدائم له فى كل تحركاته، والذى يعرف ب«ظل الرئيس» منذ أيام حملته لانتخابات الرئاسة، وقبل أن يلقى خطيب المسجد خطبة الجمعة، تحدث مع الرئيس لمدة دقائق، وبعدها قال الخطيب للمصلين إن حضور الرئيس إلى المسجد سيجعله يغير موضوع خطبة الجمعة من استكمال الحديث فى موضوع اليقين إلى «العمل». ودعا الخطيب ل«الرئيس» فى بداية خطبته قائلا: «اللهم أصلح له أمره وشتت أعداء مصر واجعل مصر سخاء ورخاء على يديه، وارزقه البطانة الصالحة التى تذكره إذا نسى وتعينه إذا تذكر»، ثم تحدث عن قيمة العمل، وقال: «إن الجلوس فى المسجد بعد الصلاة لا يجوز لأنه يجب أن ينتشر الناس فى الأرض للعمل»، وأضاف: «المسلمون أولى بسيادة الأرض وهم خلفاء الله فيها»، مشيرا إلى أن الإسلام حرّم نهب أموال الدولة، وتمنى أن تحدث حرب بين المسلمين واليهود مثل غزة خيبر. وذكّر الخطيب «مرسى» بواقعة لسيدنا عمر بن الخطاب، ثانى الخلفاء الراشدين، فى اختياره للولاة الذين قال إنهم مثل المحافظين الآن، موضحا أنه كان يقيمهم ويجرى لهم اختبارات، مشيرا إلى أن المجتمع يقوم على ركيزة القيادة والشعب، ويجب على الشعب أن يؤدى العمل الجاد. وفى نهاية خطبته قال خطيب المسجد: «إنه طلب من مرسى أن يلقى كلمة للمصلين، لكنه رفض»، وعقب رفع أذان صلاة الجمعة، طالب المصلين بعدم مغادرة المسجد عقب الصلاة لأن الرئيس وافق على أن يلقى كلمة. من جانبه، قال مرسى على حسابه على موقع «تويتر»: «إننا نجتهد لنقل التكنولوجيا للإنتاج وكل المجالات وليس هناك مخاطر تعوق الاستثمار فى مصر والحالة مستقرة بدرجة كبيرة»، وأضاف: «نسعى لتوليد الطاقة من مصادر غير تقليدية والموارد فى مصر ليست قليلة ونحتاج إلى حسن استغلال لهذه الموارد». وقال الدكتور ياسر على، المتحدث باسم الرئاسة: «إن زيارة مرسى إلى تركيا غدا تم تأكيدها بالفعل، وستكون لمدة يوم واحد فقط، ولم يتم الانتهاء من البرنامج الخاص بالزيارة وجارى إعداده». وأضاف أن الرئيس مرسى بحث العديد من القضايا التى تهم الوطن والمواطنين المصريين فى الخارج خلال اجتماعه، أمس الأول، بعدد من مساعديه ومن بينهم الدكتور أيمن على، مستشار الرئيس لشئون المصريين فى الخارج، موضحا أنه واصل متابعته للملفات والأوضاع الداخلية للبلاد وأهم تطورات المشهد السياسى الراهن.