بعد 3 أيام من الهدوء المتواصل فى مدينة «فيرجسون» بولاية «ميزورى» الأمريكية التى اشتعلت بسبب مقتل شاب أسود من أصول أفريقية على يد ضابط شرطة أبيض، خيّمت أجواء طفيفة من التوتر على الأجواء فى «فيرجسون» بعد أن خرجت تظاهرتان متنافستان مساء أمس الأول، إحداهما تطالب بتحقيق العدالة فى مقتل الشاب الأمريكى مايكل براون، فى مواجهة تظاهرة ثانية خرجت تأييداً ودعماً لقوات الشرطة الأمريكية، فى خطوة تكاد تشبه ما حدث فى دول الربيع العربى من خروج مظاهرات مؤيدة ومعارضة للأنظمة. وعلى الرغم من حالة التوتر التى سادت الأجواء، أكدت الشرطة الأمريكية أن مساء أمس الأول كان الليلة الأكثر هدوءاً خلال أسبوعين من التظاهرات الاحتجاجية التى اتصفت بطابع عرقى وشهدت أعمال شغب عنيفة. وفى الوقت ذاته، توقعت وسائل الإعلام الأمريكية أن تتحوّل جنازة «براون» المقررة اليوم، إلى منطلقاً جديداً للتظاهرات الغاضبة التى تطالب بمحاكمة الشرطى الأمريكى دارين ويلسون، المتهم بقتل «براون». وفى الوقت ذاته، خرج العشرات من مؤيدى «ويلسون» إلى شوارع «فيرجسون»، مؤكدين أنه لم يتم تأكيد الوقائع بعد، وهو ما يعنى أنه لا يجب التسرُّع فى الحكم، مشيرين إلى أن الكثير من العناصر منحازة إلى طرف واحد هو القتيل «براون»، وأضافوا: «لا نعتقد أنه ستكون هناك محاكمات عادلة، حيث إن الشرطى حُوكم من قِبل وسائل الإعلام والجمهور والمتظاهرين الذين سمحوا لانفعالاتهم بالتغلب على المنطق». وفى مواجهتهم، أكد المتظاهرون المحتجون على عنف الشرطة فى مواجهة المتظاهرين فى «فيرجسون»، أن دافع المتظاهرين الأساسى للخروج إلى الشوارع هو أن الأمريكيين من أصول أفريقية يشعرون بأنهم يعامَلون بشكل بعيد عن المساواة. من جانبها، قالت صحيفة «بوسطن جلوب» الأمريكية، أمس، إن شهادات العديد من الشهود على مقتل «براون» أثارت أزمة جديدة واستياءً بين مواطنى «فيرجسون»، حيث كشفت للمرة الأولى عن أن جثة «براون» ظلت متروكة فى وسط الشارع حيث قُتل، بينما تسيل الدماء من رأسه، لمدة تزيد على 4 ساعات تقريباً. وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الآلاف تظاهروا فى «ستاتن آيلاند» فى مدينة «نيويورك»، مساء أمس الأول، احتجاجاً على موت الأمريكى من أصول أفريقية إيريك جارنر، خلال اعتقاله الشهر الماضى، بعد أن طرحه أفراد الشرطة أرضاً حين حاول مقاومتهم خلال اعتقاله. ورفع المتظاهرون شعارات «حياة السود ليست رخيصة»، مرددين هتافات «لا أستطيع التنفس»، ورفعوا صور «جارنر» و«براون» سوياً، تحت شعارات «لا عدالة ولا سلام». من جانبه، قال البيت الأبيض -فى بيان- إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمر بالتحقيق فيما إذا كانت البرامج التى استخدمت بموجبها قوات الشرطة الأمريكية أسلحة ومعدات تعود إلى الجيش الأمريكى، ملائمة أم لا.