مع مرور أكثر من عام على ظهور فيروس كورونا المستجد، ليتسبب في جائحة يشهدها العالم لأول مرة، تسابقت عدة دول وجهات طبية في إنتاج لقاحات وعقارات لمواجهة المرض، ليتأجج معها الجدل بشأن كل منها، رغم الأمل في النجاة والتخلص من ذلك الوباء. ومع سباق اللقاحات، انتشرت حالات إصابة بالجلطات الدموية، واحتمالات بشأن إعادة إصابة متلقي التطعيم، فضلًا عن الترجيح بأن يكون الحاصل على اللقاح هو فرد «معدي» للفيروس، ما طرح عدة تساؤلات ومخاوف بين المواطنين.
حال تلقي لقاح كورونا.. هل يمكن أن تنتقل العدوى للآخرين؟ خلال الأشهر الماضية، ومع ظهور عدة لقاحات معتمدة دوليًا وأدرجتها الدول لحمايتها، انتشرت حالات لأفراد تلقوا التطعيم مجددا بالفيروس، بينما مازال العلماء يدرسون ما إذا كان الشخص الملقح قادرا على نقل الفيروس إلى آخرين. وأكّدت هيئة المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، أنَّه ليس من الواضح إذا كان الشخص الملقح غير قادر على نقل الفيروس إلى الآخرين، مشيرة إلى بيانات طبية أوردت أن جرعة واحدة فقط من لقاح فايزر أثبتت فاعلية تصل إلى 80%. وتابعت أنَّ التلقيح يمنح حماية كبيرة للغاية، ولكن لا يعتبر الأمر حصانة كاملة ضد الفيروس، حيث يمنح الجهاز المناعي دورًا كبيرًا في مواجهة فيروس كورونا، لذلك فإن انتقال العدوى أمر وارد، وحثت على الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل ارتداء الكمامة. بينما في فبراير الماضي، أعلن أوغور شاهين، رئيس شركة بيونتيك الألمانية التي طورت لقاح «فايزر»، أنَّ من يتلقى اللقاح لن يصبح شخصا معديًا أو ناقلًا للفيروس. وسبق أن أكّدت وزارة الصحة والسكان بمصر أنَّ لقاح كورونا لا ينتج عنه الإصابة بفيروس كورونا، حيث يساعد جهاز المناعة لتكوين الأجسام المضادة لمواجهة الفيروس، ومن ثم الحد من خطر الإصابة والمضاعفات الخطيرة.
الحداد: اللقاح يعمل على تحفيز الجهاز المناعي لمتلقيه.. ولكنه يمكن أن يسبب العدوى للآخرين أوضح الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أنَّه أثير لغط كبير منذ بداية لقاحات كورونا، وهو أمر طبيعي كون الفيروس مازال حديثا بالعالم ولم تتوافر عنه كل المعلومات بشكل حاسم. وقال «الحداد»، ل«الوطن»، إنَّ اللقاح بشكل عام يتكون من مكونات الفيروس نفسه ميتًا أو مضعوفًا، بعد معالجته ونزع مسببات المرض منه، ويتمّ منحه للشخص السليم لتقليل الإصابة لديه، حيث إنه يساعد الجهاز المناعي في تكوين الأجسام المضادة لمنع الإصابة بالمرض، على غرار لقاحات الكثير من الأمراض كالحصبة وشلل الأطفال، والتي تعد الحل الأمثل لمكافحة الأمراض. وأضاف أنَّ تلقي اللقاح يضمن عدم الإصابة بالمرض مجددا بنسبة 80%، ولكن لا يعمل على تقليل المضاعفات بنسبة 100%، ما يعني أن احتمالية تعرضه لكورونا مجددًا قائمة ولكن دون أعراض محسوسة لدى المريض متلقي اللقاح، لذلك عليه الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية. وتابع استشاري الحساسية والمناعة، أنَّه وفقا لذلك يمكن أن يكون متلقي اللقاح معدي للآخرين بسبب إصابته بالفيروس مجددًا دون شعوره بأي أعراض أو مضاعفات، وهو ما يمكن أن يحدث عند تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية حيث من المحتمل الإصابة رغم تلقيه ولكن تكون الأعراض ضعيفة، لقدرة اللقاح على مواجهة الفيروس بأجسامهم وتحسين المناعة ضده. وشدد على أهمية اتباع متلقي اللقاح للإجراءات الاحترازية لحماية أنفسهم وغيرهم وخاصة بالالتزام بارتداء الكمامات الطبية، موضحًا أنَّه لن يتمّ التخلي عن تلك القيود الصحية إلا بعد تلقي المجتمع بأكمله للقاحات ما يعني عدم وجود أي سبيل آخر للعدوى.