جاءت مباراة بايرن ميونخ وتشيلسى فى نهائى دورى أبطال أوروبا كما توقعتها، لأن بايرن ميونخ كان دائما مستحوذا على الكرة فى وسط الملعب، فى حين لعب تشيلسى بتحفظ، نظراً للغيابات الكبيرة فى وسط الملعب وخط الدفاع، خصوصا البرازيلى راميريس الذى أفقد تشيلسى ميزة السرعة فى نقل الكرة من الدفاع للهجوم. واصطدم بايرن بسوء توفيق غريب صاحب مهاجمه ماريو جوميز الذى أهدر الكثير من الفرص، وتألق الثنائى كاهيل وديفيد لويز فى خط دفاع تشيلسى ومن خلفهم الحارس العملاق بيتر تشك، بالإضافة إلى ثنائى الوسط جون أوبى ميكيل وفرانك لامبارد اللذين أغلقا وسط الملعب، وأفسدا محاولات ثنائى بايرن الخطير أرين روبن وفرانك ريبيرى اللذين اعتمدا على الاختراق من العمق، وفشلا فى الاختراق من الأطراف، بعدما أغلقها الإيطالى ديماتيو مدرب تشيلسى، ففى الجانب الأيسر اعتمد على آشلى كول مع الصاعد راين برنارد، وفى الناحية اليمنى اعتمد على بوسينجوا مع سالمون كالو. ولاحظت من داخل الملعب الضغط المكثف من كالو وبوسينجوا على ريبيرى، ونفس الأمر على روبن فى الجانب الأيسر، ووضح على لاعبى تشيلسى الالتزام التكتيكى الشديد من البداية حتى النهاية. وجاء هدف بايرن منطقيا نتيجة للضغط المكثف والخطأ الدفاعى، ولكن الالتزام الدفاعى والتوفيق اللذين اعتمد عليهما تشيلسى أهدياه أغلى الألقاب، وأثبتت المباراة أنه ليس من الضرورى أن تؤدى السيطرة والاستحواذ إلى الفوز، ونجح دى ماتيو فى تكرار سيناريو البرتغالى جوزيه مورينيو مع الإنتر عام 2010، وأثبت نظرية أن الأداء الدفاعى يمكن أن يؤدى إلى الفوز بالبطولة. أخطأ يوب هانكس مدرب الفريق البافارى عندما أخرج توماس مولر ودفع بالبلجيكى فان بويتن بدلا منه للحرص الشديد قبل سبع دقائق على نهاية المباراة، ليصاب بعدها ريبيرى ويفقد البايرن نصف خطورته الهجومية بالإضافة إلى إهدار ضربة الجزاء من قبَل روبن، وأعتقد أنه كان عليه الاستمرار فى ضغطه الهجومى حتى نهاية المباراة بعد تسجيل هدف التقدم. فى المقابل اعتمد دى ماتيو على القدرات الدفاعية المتاحة لديه ونجح فى إغلاق الطرق أمام مفاتيح لعب البايرن، كما نجح فى التعويض سريعا عن طريق المتألق دروجبا، ليثبت أنه لديه القدرة على امتصاص الصدمات، وأرى أن الثنائى دروجبا وآشلى كول هما نجما اللقاء ومعهما بيتر تشك، ليتوج ذلك الجيل الذهبى مشواره بالفوز بالبطولة الأغلى بعدما وصلوا إلى نهائى البطولة نفسها فى موسكو 2008 وخسروا أمام مانشستر يونايتد بضربات الترجيح. أرى أن أى فريق يفوز على برشلونة فى نصف النهائى يجب أن يتوّج باللقب حتى لو لم يسيطر على اللقاء النهائى. هنا «أليانز أرينا» ** فرض النظام والتحضر نفسيهما على ملعب المباراة بعد نهايتها، فرغم الحزن الذى سيطر على جماهير البايرن فإنهم استمروا فى الملعب، والتقطوا الصور التذكارية مع نجوم تشيلسى لعدم إفساد الحدث التاريخى باستضافة المباراة النهائية. ** دروجبا ومالودا كانا آخر من خرج من الملعب، وتحديدا دروجبا الذى ظل محتفظا بالكأس لفترة طويلة باعتباره بطولة خاصة له. ** سيطرت فرحة هيستيرية على جماهير تشيلسى بعدما اقتنصوا اللقب الذى كاد يفوز به البايرن لولا تألق دروجبا.