هدوء حذر يحيط بمدينة طرابلس اللبنانية بعدما عصفت بها أحداث عنف خلفت 9 قتلى وجرحى بالعشرات الأسبوع الماضى، ما أدى إلى تدخل قوات الجيش لتقف على حد التماس بين منطقتى باب التبانة ذات الأغلبية السنية المؤيدة للثورة السورية، وجبل محسن ذات الأغلبية العلوية الموالية للنظام السورى، وذلك بعد اشتباكات بين الفريقين أعقبت اعتقال أجهزة الأمن لشادى المولوى الإسلامى المتهم بالانتماء إلى تنظيم إرهابى. تساؤلات كثيرة حول من الذى يقف وراء هذه الأحداث ومن المستفيد من إشعال لبنان وتوريطها فيما يحدث فى سوريا، أجاب عنها فى حوار ل«الوطن» الشيخ داعى الإسلام الشهال، مؤسس التيار السلفى فى لبنان، المقيم فى طرابلس، الذى يعد أحد الأصوات المسموعة بين شباب السنة الذين يرفضون فض اعتصامهم فى ساحة النور بالمدينة المنكوبة للإفراج عن المولوى وغيره من الإسلاميين الذين تحتجزهم أجهزة الأمن.. ما الرابط بين توقيف المطلوب شادى المولوى وإشعال المنطقة فى هذا التوقيت؟ - موالون من لبنان لنظام الرئيس بشار الأسد اعتقلوا المولوى، لإشعال المنطقة بإحداث بلبلة فى الشارع الطرابلسى، وكان رد فعل طبيعيا منا أن ننظم اعتصاما سلميا، لأن هذا الاعتقال التعسفى يعد فى إطار الضغط على أهل السنة والهيمنة عليهم خدمة للمشروع الإيرانى، وحينما عملنا على إفشال هذه المخططات قاموا بإشعال المدينة، فطرابلس تمثل عقبة أمام مشروعهم. هل صحيح أن تنظيم القاعدة اخترق الإسلاميين فى لبنان؟ - تنظيم القاعدة يتعاون مع الأجهزة الأمنية وعليهم أن يأتوا بالأدلة على ذلك إن كان حقيقيا. تعاطى الأمن السلبى مع إسلاميى لبنان فجّر الأوضاع فى طرابلس، واتهام المولوى بالانتماء لتنظيم القاعدة هو مجرد اتهام فقط، وهم عودونا على التضخيم والتهويل، والمولوى لا يعدو كونه القشة التى قصمت ظهر البعير. من المستفيد من إدخال قوات الجيش اللبنانى فى مواجهة مع الإسلاميين فى طرابلس؟ - الفريق التابع للمحور الإيرانى يريد أن يضرب طرابلس باعتبارها حاضنة الشعب السورى والثورة السورية، وهم يريدون ضربها لصالح الأسد الذى يترنح حاليا، وتتم محاولاتهم عن طريق أحد أمرين يريدون إما إحداث فتنة سنية-سنية لإضعاف الفريق السنى، أو فتنة بين السنة والجيش، وهكذا يكون الفريق الآخر قاتل بغيره. لكن قد يرى البعض فى اعتصام الإسلاميين ذريعة لأحداث العنف؟ - لن تحدث أى ذريعة لإحداث اقتتال الآن فالاعتصام سلمى وليس فيه أى نوع من أنواع الأسلحة، وليس هناك إطلاق رصاص فيه، فالجيش يظل على التماس بين المنطقتين، وإذا جاء إطلاق الرصاص يكون من أماكن بعيدة عنا، من جانبنا نحن نحافظ على سلمية الاعتصام. من المسئول عن انتشار الأسلحة التى وصلت إلى استخدام الهاون فى المواجهات بين المسلحين؟ - منطقة جبل محسن ذات الأغلبية العلوية بها ترسانة أسلحة منذ انسحاب الجيش السورى، وأوصياء نظام الأسد يمدونها بالسلاح الآن، أما السنة فهم يشترون الأسلحة شيئا فشيئا وبصورة فردية. هل يمكن أن يمتد العنف بين السنة والشيعة فى طرابلس إلى بقية لبنان؟ - إن جماعة حزب الله الموالية للنظام السورى تهيمن على عموم لبنان أمنيا وسياسيا واقتصاديا والحكومة بأيديهم. وهى تريد الآن فرض كامل الهيمنة على طرابلس التى تعتبر عقبة أمام مشروعهم ونحن ندافع عنها وسنظل بكل ما أوتينا من قوة. كيف تخرج طرابلس ولبنان من الأزمة القائمة؟ - يمكن أن نخرج من الأزمة بأن تتكاتف كل التيارات السياسية فى وجه التيار السورى لرفع أيديهم عنا، نحن نريد أن نعيش فى توازن فلا يكون هناك غالب ولا مغلوب، هم يريدون تحقيق الهلال الشيعى بين إيران والعراق والبحرين وسوريا ولبنان، وهذه هى أجندتهم.