أبلغت روسيا مصر رسمياً رغبتها فى بدء مفاوضات لعقد اتفاق تجارة حرة يضم دول الاتحاد الجمركى الأوروآسيوى، الذى يشمل دول روسيا الاتحادية وكازاخستان وروسيا البيضاء، وهى الخطوة التى تأتى عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى روسيا قبل أسبوع. وكشف منير فخرى عبدالنور وزير الصناعة والتجارة، عن بدء مفاوضات توقيع اتفاق تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد الجمركى الأوروآسيوى، الذى يضم كلاً من روسيا الاتحادية وكازاخستان وروسيا البيضاء (بيلاروسيا) خلال الأسبوعين المقبلين، وقال إن الجانب الروسى أبلغ الوزارة رسمياً برغبته فى بدء المفاوضات فوراً، وإنه شكل مجموعة من الخبراء فى دول الاتحاد الأوروآسيوى للتنسيق مع الجانب المصرى لوضع الجدول الزمنى الخاص بسير المفاوضات. وأضاف «عبدالنور»، فى بيان، أمس، أن رئيس جهاز الخدمة الفيدرالية الروسية للحجر الزراعى والبيطرى سيصل القاهرة الأسبوع المقبل على رأس وفد رفيع المستوى لعقد اجتماعات مع المسئولين بالحجر البيطرى المصرى، وتوقيع بروتوكول تعاون مشترك يتيح سرعة تسجيل الشركات المصرية المصدرة لمنتجات اللحوم والدواجن والأسماك والمنتجات البحرية ومنتجات الألبان، وبما يسمح لهذه الشركات بسرعة التعاقد ودخول منتجاتها للسوق الروسية فى أقرب وقت ممكن. وأضاف: «هذا التحول السريع فى الموقف الروسى تجاه مصر يأتى نتيجة للزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى روسيا خلال الأسبوع الماضى، والتى أحدثت تأثيراً كبيراً فى العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة بين مصر وروسيا». واعتبر «عبدالنور» أن موافقة الجانب الروسى على بدء المفاوضات فى هذا التوقيت تؤكد «حرص ورغبة الحكومة الروسية على تحقيق شراكة حقيقية وفاعلة بين الجانبين لفتح آفاق جديدة لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المشتركة مع مصر»، موضحاً أن هذا الاتفاق سيتيح تنمية صادرات الطرفين، إذ ستعبر سلع الجانبين الحدود دون أى قيود جمركية أو غير جمركية. فيما قال على عيسى، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن توقيع اتفاقية تجارة حرة مع التجمع الروسى سيؤدى إلى مضاعفة الصادرات المصرية من الحاصلات، التى تعد الأكثر تصديراً إلى السوق الروسية، موضحاً ل«الوطن» أن صادرات مصر إلى روسيا من الحاصلات بلغت 310 ملايين دولار خلال عام 2013 - 2014. ووفقاً ل«عيسى» فإن السوق الروسية تعد ثانى أكبر سوق مستوردة للحاصلات المصرية بعد السعودية، لافتاً إلى أن هناك فرصاً كبيرة للتوسع فى الصادرات المصرية إلى روسيا وإدخال منتجات جديدة ضمن القائمة التصديرية عقب تحرير التجارة. وحسب كلام وزير الصناعة منير فخرى عبدالنور، فإن قرار الحجر البيطرى الروسى بالإسراع فى تسجيل الشركات المصرية المصدّرة للحوم ومنتجاتها يأتى فى إطار التوسُّع الروسى فى استيراد حاجاتها الغذائية من مصر وعدد من الدول، مؤكداً أن الوزارة بدأت فى الإعداد لتلبية تلك الاحتياجات واستغلال الفرصة من خلال توفير المنتجات المصرية، خصوصاً الحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية. ويزور «عبدالنور» روسيا فى النصف الأول من الشهر المقبل على رأس وفد من رجال الأعمال والمصدرين المصريين يمثلون 63 شركة مصرية، بهدف التعرُّف على احتياجات الجانب الروسى، وبحث إمكانية إجراء تعاقدات بين الشركات المصرية ونظيراتها الروسية.