قبل شهور انشغل الجميع بمشروع المليون وحدة سكنية الذى أعلن عنه «المشير عبدالفتاح السيسى» قبيل أيام قليلة من تخليه عن منصبه كوزير للدفاع والبدء فى حملته الانتخابية كرئيس للجمهورية.. المشروعات القومية شُغل الجميع بالتحدث عنها ابتداء من المشروع القومى للإسكان والخلاف الذى دار حينها عن عدد الوحدات وتوقيتات الاستلام بالإضافة للأرض التى قدمتها القوات المسلحة مجاناً لإقامة المشروع عليها ثم تولى شركة «إماراتية» أعمال المشروع، وهو الأمر الذى لم يرُق لكثيرين. تكرر الأمر مرات أخرى فى أعقاب الحديث عن برنامج الرئيس السيسى الانتخابى عند حديثه عن مشروعات «اللمبات الموفرة»، حين أكد أنه لن يوجد منزل فى مصر لا يستخدمها، مضيفاً: «اللمبة الموفرة مشروع وطنى». المشروعات «الوطنية» التى تحدث عنها السيسى خلال فترة ترشحه كرئيس للجمهورية زادت واحداً عند حديثه عن «مشروع نقل الخضار للشباب»، وبعد نجاح الرئيس السيسى فى الانتخابات خفتت تدريجياً الأحاديث حول المشروعات السابقة، بينما احتل مشروع قناة السويس الجديدة مقدمة المشهد. اختلاف المشروعات «القومية» وتكرارها فى فترة زمنية قصيرة اعتبره البعض «تحفيزاً» ومحاولة لبناء مصر من جديد، بينما رأته «إيمان» مجرد «كلام على ورق»، متسائلة عن مشروع الإسكان الضخم الذى وعدت به القوات المسلحة منذ فترة: «المشروع ده إدانا أمل كبير أوى لناس مش لاقية، واعتبروا إن خلاص كل مشاكلهم هتتحل، لكن مع الأسف شوية وبعد الهيصة انتهى كل شىء ولم نسمع أى أخبار عن المشروع». مقابلة «إيمان» مع محافظ القاهرة، التى تمت عن طريق الصدفة فى أحد الشوارع، لم تضف لها شيئاً بعد حصولها على وعد منه بتوفير مسكن لها، لكنه لم يفِ بالوعد كما قالت: «لا المشاريع القومية بتفيد ولا كلام المسئولين بينفع». محمود أبوبكر، أحد الشباب الذى يعانى من البطالة بعد تخرجه، لم يرتح لفكرة «سيارة الخضار» التى أعلن عنها الرئيس السيسى إبان ترشحه للرئاسة، لكن «ما باليد حيلة» حسب رأيه: «إحنا رضينا بالهم والهم ما رضيش بينا»، مشيراً إلى أن مشروع الشباب الذى أعلن عنه الرئيس بات فى خبر كان: «ماشفناش لا عربيات خضار ولا أى حاجة وشغل قناة السويس مش هيستوعب حجم البطالة اللى فى مصر كلها مهما كان».