ثأر قديم.. هو التعبير الذى يختصر الصراع بين الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية"، ونظام الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، حيث تأبى الحركة أن تترك الرجل وأعوانه ينعمون حتى ببعض التعاطف معهم بعد مرافعاتهم عن أنفسهم فى جلسة المحاكمة الأخيرة. "مايحكمش".. كان العنوان الأبرز للاحتجاجات نهاية عهد "مبارك"، وهو الشعار الذى أعلنته الحركة، وسخر منه رجال "مبارك"، لكنه يرحل فى النهاية، أما الآن، ومع اقتراب نهاية محاكمة القرن، خرجت الحركة بشعار جديد يقول: "حاكموهم"، وتعمل من خلاله لضمان الإبقاء على "مبارك" ورجاله داخل السجن إلى الأبد. "بدأنا نرتب صفوفنا في مختلف المحافظات، وانطلقنا فعلا في حملة (حاكموهم عن 30 سنة فساد)".. يتحدث محسن هاشم، عضو اللجنة التنسيقية للحركة، مؤكدا أن كثيرا من الوجوه التي تولت مقاليد الحكم منذ اندلاع الثورة تستحق المحاكمة، لكن الأمر يخضع عند "كفاية" ل "الأولويات": "ما ينفعش إن مبارك يخرج براءة، وهو دا اللي متهم بقتل آلاف الشباب، وتخريب مصر طوال مدة حكمه". بلاغات جماعية للنائب العام، يوم صدور الحكم النهائي على مبارك، مصحوبة بوقفة كبرى أمام دار القضاء العالي، هذا ما يعتزم النشطاء فعله، فأعضاء "كفاية" ينظرون لعرائض الاتهام الحالية باعتبارها "قاصرة، ولن تجلب له سوى البراءة"، الأمر الذي دعاهم إلى التنسيق مع مجموعة كبيرة من رجال القانون لبدء معركة جديدة، يقول "هاشم": "مش هانسيبهم، هانقدم بلاغات جديدة ضدهم بإهدارهم المال العام، وبلاغات تطالب بعودة الأموال المهربة للخارج، ومحاكمتهم عن قتل المتظاهرين، فالدلائل الحالية ضده غير قوية، ولن يؤخذ بها في أغلب الظن، لذا نعمل على جمع المزيد من القرائن والدلائل من مختلف المحافظات، بالتعاون مع أسر الشهداء". بلاغات بتوقيع شخصيات عامة، بجانب رموز "كفاية": عبد الحليم قنديل، وجورج إسحاق، يحركها المحامي عصام الإسلامبولي، لكن البلاغات هذه المرة لن تشمل "مبارك" وحده: "إحنا كمان هانبلغ عن المحامي فريد الديب، لأنه تهجم على الحركة، وقال إننا ممولين من الخارج، في حين أننا الحركة الأم التي حركت المياه الراكدة في الشارع المصري".