سنوات طويلة قضتها في العمل والكفاح من أجل حلم صدقته لسنوات، ليتكلل ذلك المجهود في النهاية، لنجاح لم تسبقها إليه أي امرأة مصرية آخرى، السيدة ماري ألكسندر، المصرية الأصل، أول سيدة مصرية تتقلد منصب عمدة مدينة «بولينجربوك» بولاية إلينوي الأمريكية، فضلا عن اختيارها ضمن أكثر 20 امرأة متميزة حول العالم، لترافق كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيسة وزراء فنلندا، ورئيسة وزراء نيوزيلندا. تروي ماري ألكسندر ل«الوطن»، قصة صعودها ونجاحها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعدما أصبحت نموذجا في النجاح للمصريين في أمريكا، وإلى نص الحوار: كيف وصلت إلى هذا المنصب؟ - الوصول إلى هذا المنصب كان نتاج سنوات طويلة من التعب والعمل، فقد تعلمت من والدى أن نكون جزءاً من المجتمع، ونفّذت هذه النصيحة، فكنت أتطوع فى الأنشطة داخل المجتمع، حتى وصلت إلى منصب مساعد عمدة مدينة «بولينجربوك» فى ولاية إلينوى الأمريكية، قبل عامين، وبعد وصول العمدة السابق الذى شغل هذا المنصب 33 عاماً، تم اختيارى للمنصب من بين 6 مساعدين له. وماذا عن شعورك بعد اختيارك فى قائمة أكثر 20 امرأة متميزة حول العالم؟ - أنا فى قمة السعادة بهذا الاختيار، ولم أكن أتخيل هذا التكريم، ولكنه فى النهاية جاء اعترافاً بقدراتى فى العمل والقيادة والمبادرات التى دشنتها لسنوات، وجاء الاختيار ضمن الاحتفالات بيوم المرأة العالمى. السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة تواصلت معِك للتهنئة بالمنصب الجديد.. صفي لنا مشاعرك أثناء مكالمتها؟ نعم كنت في قمة سعادتي بتلك المكالمة الهاتفية، التي تشرفت بها كثيرا، والسفيرة نبيلة مكرم صديقة، منذ أن كانت تعمل في الولاياتالمتحدة في القنصلية المصرية في «شيكاغو»، وأسعدني كثيرا اهتمام الدولة المصرية بنجاحي. أكثر من 40 عاما قضتيها في الولاياتالمتحدة.. لماذا سافرت عائلتك الى هناك وما الصعوبات التى واجهتها؟ فى سن 5 أعوام سافرت إلى أمريكا، والجميع كان ينظر لى فى المدرسة على أننى أجنبية، وهو ما وجدته فى جميع المراحل التعليمية المدرسية، الشعور بالغربة كان فترة، وهو ما تطلب منى التصميم على مواجهة هذه التحديات والإيمان بنفسى، وقبل أن أصل للمرحلة الثانوية كنت لاعبة التنس الأولى فى المدرسة، وهو ما أمدّنى بالثقة بالنفس، وتزوجت طبيباً مصرياً، وأنجبت طفلين. تلقيتِ تعليمك فى القاهرة.. حدّثينا عن مجال دراستك؟ - نعم، درست فى الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة القاهرة فى مجال الإعلام تخصّص الاتصال الجماهيرى، وبعدها أكملت الدراسات العليا فى أمريكا، ودرست إدارة الضيافة فى جامعة ولاية «تينيسى». - بعد توليك لهذا المنصب.. ما الذي يمكن أن تقدميه للجالية المصرية في أمريكا؟ - أعمل دائماً لدعم الجالية المصرية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد أسهمت فى مجالس إدارة المنظمات المصرية وعملت مع أفراد المجتمع لاستضافة الأحداث التى تجمع أفراد المجتمع المصرى، وأساعد حالياً فى مستشفى سرطان الأطفال 57357. هل يدعم منصبك لعبض القضايا السياسية المصرية؟ - أشعر دائماً بأن الاحتفاظ بلقب سياسى يمكن أن يفتح الأبواب أمام الفرص بغض النظر عن حجم المنصب أو صغره، وأعتقد أننا بحاجة إلى العمل عن كثب مع ممثلينا المصريين الحاليين هنا فى سفارتنا وقنصلياتنا لضمان أن يكون للمصريين صوت فى كل مجتمع. ما رسالتك للشباب الحالم بالهجرة إلى أمريكا؟ - الحياة فى الولاياتالمتحدة ليست سهلة بأى حال من الأحوال، فهى مليئة بالصراعات، وعليك أن تكون على استعداد للبدء من الصفر إذا كنت تريد النجاح، تعلم القراءة والكتابة والتحدث باللغة الإنجليزية أمر مهم قبل المجىء إلى الولاياتالمتحدة، جرب وقم بإجراء اختبار المعادلة إذا لزم الأمر قبل أن تأتى، والأهم من ذلك محاولة العثور على شبكة من الأصدقاء قبل السفر حتى لا تكون بمفردك بمجرد وصولك. كيف ترين دعم الرئيس السيسى للمرأة المصرية؟ - أتابع كل قرارات الرئيس السيسى الخاصة بالمرأة المصرية، وأحب كل المبادرات الرائعة التى أطلقها، خاصة تلك التى تلهم وتدعم المرأة لتكون عضواً فاعلاً ومشاركاً فى المجتمع السياسى، واحترام تقديره لمشاركة المرأة سياسياً من خلال عدد الوزيرات وفوز عدد منهن بمقاعد فى المجالس النيابية. كيف وجدت مصر فى عهد الرئيس السيسى؟ - فخورة بكونى مصرية، لكن فى عهد الرئيس السيسى أنا فخورة للغاية، لم أطمح من قبل فى لقاء الرئيس المصرى حتى الآن، وآمل فى رحلتى القادمة إلى مصر أن أتشرف بزيارته وتهنئته شخصياً على العمل الرائع الذى يقوم به. ما الكلمة التى توجهينها للمصريين؟ - أود أن أقول لهم «خليكم فخورين بمصر، وأنا مبسوطة وفخورة بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى فتح الكثير من المجالات أمام المرأة والشباب»، أتمنى لمصر المزيد من النجاح والازدهار والتقدم فى جميع المجالات. في عام 2008 كانت آخر زيارة لِك لمصر.. هل تخططين لزيارتها قريبًا؟ بالتأكيد أخطط لزيارتها قريبا، أرتب لإجراء رحلة إلى مصر، إما في وقت لاحق من هذا العام، أو ربيع 2022، إن شاء الله. أزمة كورونا تجتاح العالم.. ماذا عن جهودك في المنصب الجديد تجاه تلك الجائحة؟ هنا محليًا، نعمل على تطعيم جميع أفراد مجتمعنا ويمكنني أن أقول إن غالبية كبار السن وذوي المشكلات الصحية قد تم الاعتناء بهم، بالإضافة إلى ذلك، نواصل المطالبة بارتداء الأقنعة في جميع الأوقات في الأماكن العامة وكذلك تتطلب التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة. لو أردت توجيه كلمة للشعب المصري.. ماذا تقولين له؟ أود أن أقول لهم «خليكم فخورين بمصر، أنا مبسوطة وفخورة بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي فتح الكثير من المجالات أمام المرأة والشباب»، أتمنى لمصر المزيد من النجاح والازدهار والتقدم في كل المجالات.