ببطء شديد، يصعد عم «علاء»، كل يوم من نزلة السمان إلى أعلى منطقة بالهرم مترجلاً، يرتدى القبعات التى يبيعها، كحماية له من أشعة الشمس التى أنهكته، وغيّرت لون بشرته، يحمل بضاعته «الأنتيكة»، على ظهره، ينقلها بين حين وآخر من كتفه اليمنى، إلى اليسرى والعكس، يسير شبه وحيد، وكأنه فى الصحراء، يجلس عند المطلع، قبل أعلى قمة فى الهرم، وهى البانوراما، يفرش بضاعته فى منطقته المعتادة، على الرغم من عدم وجود زبائن، ولا مارة، لا أحد سوى نفسه، والشمس الحارقة، والأهرامات التى يجلس أمامها. «ارزقنا يا رب فى الصحرا اللى أنا فيها دى، من الساعة 8 الصبح، لحد 4 العصر، وأنا قاعد كده، تعبت والله مش قادر، كل يوم كده، مفيش سياحة خالص، أكنى قاعد فى صحرا» اعتاد «علاء» الحديث مع نفسه، أثناء جلوسه، فهو يظل وحيداً بالساعات، إلا إذا مر عليه بعض الخيالة، وزملاء مهنته ومصورو الهرم الذين يعانون مثله. «البضاعة دى عبارة عن شوية أنتيكات، وكام طاقية، ومابعرفش أشترى كميات عشان مش معايا فلوس، باشترى بالقطعة من المحلات اللى فى النزلة، وهما بيشتروا كميات من تجار خان الخليلى»، يقولها «علاء» بتعب، مؤكداً أن هناك أياماً عديدة، يرحل فيها دون مكسب، لا أحد يرافقه، سوى التعب، والصداع الشديد من أشعة الشمس.