«الصعايدة مابيخافوش من حاجة أبداً، بس جحيم ليبيا أكبر من أى حد، وبيخلى الواحد شعره يشيب، وما يقدر على القدرة إلا ربنا»، كانت هذه هى أولى كلمات خلف أحمد، 25 سنة، ابن محافظة سوهاج، فور عودته من ليبيا بعد 5 سنوات عمل، ذهبت أدراج الرياح بعد استيلاء الميليشيات المسلحة على أمواله التى ادخرها طول هذه الفترة. يقول خلف، ل«الوطن»، من على سلالم الباخرة «عايدة 4»: «قعدت 5 سنين أعمل فى البناء، من غير ما أنام إلا ساعتين فى اليوم، وكنت بواصل العمل ليل مع نهار، وماخدتش إجازات خالص، حتى فى الأعياد والمناسبات، وحتى فى وقت المرض الشديد، وكل ده علشان أعرف أحوّش قرشين يسترونى أنا وأهلى أما أرجع مصر تانى، وفى الآخر رجعت خالى اليدين». ويضيف خلف: «رغم كل البهدلة والمرمطة اللى شفتها فى الغربة، كنت بستحمل وأقول بكرة تروق وتحلى، وكله بالصبر بيعدى، وأما أرجع بلدى هاعمل مشروع صغير أعيش منه وأتجوز، وأريح أمى وأبويا من الشغل والشقا، لكن كل ده وقع على الأرض أما دخل عليا شوية عيال ملثمين مسلحين برشاشات، وضربوا على رجلينا رصاص، وفتشوا بيتنا أنا و2 من صحابى وأخدوا كل الفلوس اللى حيليتنا». واختتم خلف حديثه ل«الوطن»، قائلاً: «رغم سرقة فلوسى، وإحساسى بأن سنين عمرى ضاعت هدراً، إلا أنى أقول لنفسى كفاية إحساسى بالأمان فى بلدى، وفرحان جداً أن بلدى قدرت تحمينى أنا والعالقين على الحدود بين دولتى ليبيا وتونس، وأرسلت مسئولين كباراً، حتى تخلصنا وتحافظ على حياتنا». الأخبار المتعلقة «عايدة 4» تعيد 248 هارباً من جحيم ليبيا إلى الإسكندرية العائدون يسجدون على أرض ميناء الإسكندرية.. ويهتفون «تحيا مصر» السيد أحمد: «بلدنا حاربت عشانا وهشتغل فى مشروع قناة السويس» ياسر السيد: «خروجى من بلدى غلطة وأخدمها ولو من غير فلوس» عم مصطفى أحد أفراد طاقم العبارة: هتبرع بأجر الرحلة ل«تحيا مصر» صالح العويطى: «لما قابلت المسئولين قلت مصر اتغيرت وبتخاف على عيالها» «مصر للطيران» تنظم 3 رحلات جديدة إلى مطار «قابس» التونسى لإجلاء 700 من العالقين على الحدود