صالح العويطى، ابن محافظة سوهاج، 43 عاماً، كان يرى الموت بعينيه فى كل ثانية على مدار سنة كاملة من الفوضى المدمرة والقاتلة فى الأراضى الليبية، ولم يكن أمامه سوى البقاء مجبراً لتوفير نفقات الإعاشة لأولاده. «مكنتش مصدق إن الحكومة المصرية هتهتم بينا وتبعتلنا وزراء ومسئولين كبار ونتقابل مع مسئولين فى ليبيا وتونس علشان يهتموا بينا ويرجعونا بلدنا تانى، لكن لما شفت ده حسيت بجد إن مصر اتغيرت، وحسيت بمعنى ثورتين قمنا بيهم علشان نخلى العالم يحترمنا وحكومتنا تهتم بينا شعرت بالأمان أول ما استقبلنى المسئول المصرى، وقلت لنفسى صحيح مصر بقت تحس بعيالها وتهتم بيهم وتحترمهم». هكذا وصف «صالح» رحلة عودته إلى مصر من جحيم ليبيا، ورغم الأحداث الجسام التى واجهها، فإن نهاية الرحلة جعلته يتفاءل خيراً. وحول إمكانية عودته إلى ليبيا مرة أخرى، قال صالح: «أموت برصاص الملثمين والإسلاميين الإرهابيين فى ليبيا، أحسن ما عيالى يموتوا قدام عنيا بسبب الجوع، وأنا عاطل مش عارف أعمل حاجة»، هكذا قال صالح العويطى، العائد إلى مصر على متن الباخرة «عايدة 4» التابعة لوزارة النقل، والمقبلة من ميناء جرجيس التونسى، وأضاف: «هروح فين يعنى، البلد لم تقف على رجليها، بعد الخراب اللى حل عليها بسبب نظامى حسنى مبارك والإخوان، ولسه الحكومة الجديدة موفرتش فرص عمل ولا زودت الأجور، وأنا ورايا كوم لحم، وبالتالى مفيش قدامى غير إنى أرجع ليبيا تانى أول ما الدنيا تهدى شويه، والحرب اللى هناك تتوقف»، وتابع: «أنا عارف إنى ممكن أموت فى أى لحظة، بس برضه مقدرش أعيش وأسيب عيالى الخمسة يجوعوا، ولما أموت يبقى ربنا يتولاهم برحمته». الأخبار المتعلقة «عايدة 4» تعيد 248 هارباً من جحيم ليبيا إلى الإسكندرية العائدون يسجدون على أرض ميناء الإسكندرية.. ويهتفون «تحيا مصر» السيد أحمد: «بلدنا حاربت عشانا وهشتغل فى مشروع قناة السويس» ياسر السيد: «خروجى من بلدى غلطة وأخدمها ولو من غير فلوس» عم مصطفى أحد أفراد طاقم العبارة: هتبرع بأجر الرحلة ل«تحيا مصر» خلف: «سرقوا شقا 5 سنين غربة وفرحان إن بلدى قدرت تحمينى» «مصر للطيران» تنظم 3 رحلات جديدة إلى مطار «قابس» التونسى لإجلاء 700 من العالقين على الحدود