"مترو الأنفاق أرخص وسيلة مواصلات في مصر، ينقل يوميا نحو مليوني ونصف المليون راكب يوميا". معلومات مقررة يوميا على مستقلي قطارات مترو الأنفاق، اعتادوا سماعها عبر الإذاعة الداخلية للمترو في كل محطة، لكن الجديد اليوم، كان ما بثته الإذاعة الداخلية نفسها، "فيها حاجة حلوة"، "يا حبيبتى يا مصر"، لو سألتك انت مصري؟". دون مناسبة أو مبرر معلن، قررت إدارة المترو أن تضفي جوا من "الوطنية" على محطات المترو صباح اليوم، لتبدأ سلسلة الأسئلة المعجونة بالسخرية والدهشة من جانب الركاب، "ليه؟ وإمتى؟ ومين؟ وفين؟". بعضهم اكتفى بأن يدندن مع نانسي عجرم "لو سألت انت مصري تقولي إيه؟"، بينما اعتبرها آخرون فرصة للترويح عن أنفسهم قبل الذهاب إلى "كآبة" مكاتب العمل، بإطلاق النكات و"الإيفيهات" على الأغاني التى تبثها الإذاعة الداخلية، على طريقة "فيها حاجة حوة".. "فين؟". ودون قصد، ساعدتهم إدارة المترو على إطلاق مزيد من "الإيفيهات" والنكات على الأغاني الوطنية برغم جديتها، حيث كانت الإذاعة الداخلية تبث تنويهات معتادة في إطار حملتها لمواجهة ظاهرة انتشار الباعة الجائلين والمتسولين داخل عربات المترو، ليتحول الجد إلى منتهى الكوميديا السوداء، تغني شادية أغنيتها الشهيرة "ماشفاش الأمل في عيون الولاد، ولا شاف العمل سهران في البلاد، يبقى معداش على مصر"، ليسمع الركاب التنويه المعتاد "عزيزي الراكب، لا تشتري من متجول، ولا تتعاطف مع متسول". "يا حبيبتي يا مصر يا مصر".