لا أعرف لماذا أشعر أننا لن نتقدم الآن، وأن مشكلة مصر ليست فى الأزمة الاقتصادية ولا فى البطالة ولا فى الانفجار السكانى، مشكلة مصر فى غياب الإرادة، إرادة شعب لا إرادة رئيس! تأمل ما حولك لترصد تزايد الإقبال على شراء الفيلات والشاليهات التى وصل سعرها إلى ملايين الجنيهات، ليقضى مالكها فيها أياماً قليلة، هذا على مستوى المصايف، فإذا ذهبنا إلى مدينة مثل القاهرة سنرى أنه بعد ثورة 30 يونيو ارتفعت أسعار الفيلات والشقق إلى أرقام فلكية، ولم يصدق كثيرون أن سعر بعض الشقق فى منطقتى القاهرة الجديدة و6 أكتوبر زاد على 10 ملايين جنيه، والغريب أن هناك إقبالاً شديداً على الشراء. وإذا عرفنا أن المصريين -باستثناء الخليجيين- الأكثر شراء للسيارات، وخاصة الفارهة، لأيقنا أن فى مصر أموالاً كثيرة، وأن فيها أثرياء، مصر غنية حتى لو كان هذا الغنى فى عدد قليل، هذا العدد هم من نعرفهم، وغيرهم كثير لا نعرفهم، وأموالهم بعيدة عن عيون الضرائب وأجهزة الرقابة! هذا عن الثروة الشخصية بعيداً عن الثروات والموارد الطبيعية وملايين الأفدنة المهملة أو المستولى عليها باسم وضع اليد، لا هى مستصلحة ولا فى حضن الدولة!! إذن مصر غنية ويمكن أن تعتمد على نفسها بلا قروض أو معونات، هل يختلف أحد معى على ذلك؟! ولو نظرنا إلى تعداد مصر الذى اقترب من 90 مليون مواطن، 60 فى المائة منهم شباب، وحسب الإحصائيات فى مصر ما يقارب 15 مليون عاطل، مشكلتهم ليست فقط فى عدم وجود فرص عمل، وإنما أيضاً فى أنهم غير مؤهلين، وطموح أغلبهم فى وظيفة ميرى، وليس لديهم أى استعداد لبذل الجهد أو قبول أى فرصة تتاح لهم، إذا كانت شاقة ولا تحقق لهم وجاهة اجتماعية. أعرف العديد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات الكبرى، يؤكدون لى أنهم فى أشد الحاجة لعاملين برواتب تصل إلى ألفى جنيه ولا يجدون من يقبل بها! الشعب يراهن على «السيسى» القادم من مصباح القوات المسلحة، وكأن لديه حلولاً سحرية لما نحن فيه، «السيسى» يحلم، يفكر، يقترح، ويبادر، لكنه وحده لن ينجح! «السيسى» يكاد يتسول من رجال الأعمال، تبرعوا من أجل مصر، يرفع الدعم فيدفع الفقراء الثمن، ولكن الخزانة خاوية ومشروعات التنمية طويلة المدى وتحتاج إلى أموال، فما الحل إذن؟ إرادة «السيسى» وحدها لن تكفى ولن تنقذ مصر، الذى سينقذ مصر توحُّد الإرادتين «السيسى والشعب»، علينا أن ندفع ثمن المستقبل، هذا إذا كنا نريد أن يكون لنا مستقبل.