أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 21-5-2025 في محافظة الفيوم    سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 21-5-2025 مع بداية التعاملات    للتشاور.. نتنياهو يسحب فريق مفاوضيه بشأن غزة من الدوحة    بعد واشنطن.. الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات عن سوريا: آمال كبيرة تلوح في الأفق    جيش الاحتلال يعلن مقتل جندي وإصابة آخر في تفجير منزل بغزة    بتكلفة 175 مليار دولار.. ترامب يختار تصميما لدرع القبة الذهبية    كلاسيكو إنجليزي خالص، مانشستر يونايتد يواجه توتنهام اليوم في نهائي الدوري الأوروبي    توافد طلاب ثانية ثانوية بالجيزة على لجان امتحانات الفصل الدراسى الثانى    اليوم.. أولى جلسات طعن المخرج عمر زهران على حكم حبسه    اليوم.. أولى جلسات محاكمة عاطل بتهمة التنقيب عن الآثار    رئيس الإذاعة يكشف تفاصيل وموعد انطلاق إذاعة "دراما FM"    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    موعد نهائي الدوري الأوروبي بين توتنهام ومانشستر يونايتد    إسرائيل تواصل هجومها على غزة رغم الانتقادات الدولية    لينك و موعد نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025 برقم الجلوس    مساعدات عاجلة واستئناف «هدنة غزة».. تفاصيل مكالمة وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الإسرائيلي    هبوط كبير تجاوز 800 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 21-5-2025    أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 21-5-2025 بعد الهبوط الجديد.. وبورصة الدواجن الآن    مصرع طفلتين غرقا في ترعة بسوهاج    ثلاثي الأهلي يجتاح قائمة الأفضل ب الدوري في تقييم «أبو الدهب».. ومدرب مفاجأة    الخارجية الفلسطينية ترحب بالإجراءات البريطانية ضد ممارسات الاحتلال في الضفة وغزة    المستشار محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية اجتهاد وليس كتابا مقدسا.. لا شيء في العالم عليه إجماع    أفضل وصفات طبيعية للتخلص من دهون البطن    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفى والإعلامى (2)    ملحن آخر أغنيات السندريلا يفجّر مفاجأة عن زواج سعاد حسني وعبدالحليم حافظ سرا    محافظ الدقهلية يشهد حفل تجهيز 100 عروس وعريس (صور)    محمد معروف المرشح الأبرز لإدارة نهائي كأس مصر    «غزل المحلة» يعلن مفاوضات الأهلي مع نجم الفريق    الدولار ب49.86 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 21-5-2025    أسطورة ليفربول: مرموش يمكنه أن يصبح محمد صلاح جديد    طريقة عمل المكرونة بالصلصة، لغداء سريع وخفيف في الحر    ننشر أسماء المصابين في حادث تصادم سيارتين بطريق فايد بالإسماعيلية    بعد شهر العسل.. أجواء حافلة بالمشاعر بين أحمد زاهر وابنته ليلى في العرض الخاص ل المشروع X"    ترامب يتهم مساعدي جو بايدن: سرقوا الرئاسة وعرضونا لخطر جسيم    رسميًا الآن.. رابط تحميل كراسة شروط حجز شقق الإسكان الاجتماعي الجديدة 2025    رئيس الجامعة الفرنسية ل"مصراوي": نقدم منحا دراسية للطلاب المصريين تصل إلى 100% (حوار)    محافظ الغربية يُجري حركة تغييرات محدودة في قيادات المحليات    تفسير حلم الذهاب للعمرة مع شخص أعرفه    المستشار محمود فوزي: لا يمكن تقنين الخلو.. ومقترح ربع قيمة العقار للمستأجر به مشاكل قانونية    الخطيب: سعداء بالشراكة الجديدة والجماهير الداعم الأكبر للأهلي    شاب يقتل والده ويشعل النيران في جثته في بني سويف    حدث في منتصف الليل| الرئيس يتلقى اتصالا من رئيس الوزراء الباكستاني.. ومواجهة ساخنة بين مستريح السيارات وضحاياه    مجلس الصحفيين يجتمع اليوم لتشكيل اللجان وهيئة المكتب    لميس الحديدي عن أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبدالعزيز: هناك من عايش الزيجة 20 سنة    رابطة الأندية: بيراميدز فرط في فرصة تأجيل مباراته أمام سيراميكا كليوباترا    تحول في الحياة المهنية والمالية.. حظ برج الدلو اليوم 21 مايو    إرهاق مزمن وجوع مستمر.. علامات مقاومة الأنسولين عند النساء    بمكونات سهلة وسريعة.. طريقة عمل الباستا فلورا للشيف نادية السيد    نائبة تطالب بتوصيل الغاز الطبيعي لمنطقة «بحري البلد» بأسيوط    عضو مجلس يتقدم بطلب لتفعيل مكتب الاتصال الخدمي بنقابة الصحفيين (تفاصيل)    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة    «منصة موحدة وكوتا شبابية».. ندوة حزبية تبحث تمكين الشباب وسط تحديات إقليمية ملتهبة    المدرسة الرسمية الدولية بكفر الشيخ تحتفل بتخريج الدفعة الرابعة    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    تعرف علي موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    وفد صيني يزور مستشفى قصر العيني للتعاون في مشروعات طبية.. صور    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء نجيب عبدالسلام: لو تأخر الحرس الجمهورى «دقيقة ونصف» لأحرق الإخوان مبنى «ماسبيرو» فى 28 يناير
قائد الحرس الجمهورى فى عهدى «مبارك ومرسى» يتحدث لأول مرة ل«مصطفى بكرى»:
نشر في الوطن يوم 07 - 08 - 2014

فى أبريل 2009 اختير اللواء نجيب عبدالسلام قائداً للحرس الجمهورى فى عهدى الرئيسين المخلوع حسنى مبارك والمعزول محمد مرسى، وشهد الأحداث ووجه النصائح، ولكن أحداً لم يسمع ولم يتحرك. تابع اللواء عبدالسلام أحداث الثورة منذ انطلاقها وحتى رحيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى الحادى عشر من فبراير 2011، وخلال هذه الفترة كان شاهداً على وقائع ما جرى من خلف ستار.
وبعد رحيل مبارك عن الحكم، ظل قائداً للحرس الجمهورى حتى أبعده الرئيس المعزول محمد مرسى عن موقعه، فى الثامن من أغسطس 2012 وتحديداً بعد حادث رفح الذى راح ضحيته 16 شهيداً فى الخامس من أغسطس 2012.
اللواء نجيب عبدالسلام خرج عن صمته وتحدث إلى وسيلة إعلامية للمرة الأولى، وأدلى بحديث مطوّل على عدة حلقات للزميل الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، تجرى إذاعتها فى برنامج «حقائق وأسرار» على قناة صدى البلد.
فى الحلقة الأولى يتحدث اللواء نجيب عبدالسلام عن تفاصيل ما جرى قبل وأثناء ثورة 25 يناير 2011 ويشير إلى أن مخطط التوريث وتزوير انتخابات مجلس الشعب وانتشار الفساد واستغلال النفوذ فى البلاد كانت من العوامل التى دفعت الشعب المصرى إلى الثورة.
وإلى نص الحلقة الأولى من الحوار:
■ فى أبريل 2009 توليتم منصب قائد الحرس الجمهورى.. ما أسباب اختياركم لهذا المنصب تحديداً؟
- هذا منصب رفيع يتمناه أى قائد فى القوات المسلحة، وهذا الترشيح يجرى بواسطة القائد العام للقوات المسلحة، المشير طنطاوى فى هذا الوقت، وأيضاً لا بد أن يحظى بموافقة السيد رئيس الجمهورية، وحين يجرى الترشيح من الجهة المختصة يجب أن تكون هناك مواصفات للشخص الذى يجرى اختياره، بأن يكون مثلاً قائداً لجيش تعبوى، وسبق له أن قام بأعمال بارزة فى مهام عمله. وبالنسبة لى جرى إسناد مهمة قيادة تحرير الرهائن الألمان والإيطاليين الذين جرى خطفهم فى هذا الوقت، وجرى بالفعل تحرير الرهائن دون أى خسائر بشرية فى هذا الوقت.
■ ماذا حدث فى هذه الواقعة تحديداً؟
- كانت هناك مجموعة من السائحين الألمان والإيطاليين بصحبة مجموعة من المرشدين المصريين والمرافقين لهم فى المنطقة الحدودية المشتركة بين مصر وتشاد والسودان، واستطاعت مجموعة إرهابية أن تتسلل وتخطف السياح فى هذا الوقت، وكانت لهم مطالب مادية ضخمة، وأخذنا على عاتقنا بما أن الواقعة على أرض مصرية فالجيش المصرى قادر فعلاً على تحرير المختطفين من خلال القوات الخاصة، فضلاً عن تعاون جهاز المخابرات العامة المصرية وبعض أجهزة المخابرات الأجنبية معنا لإنهاء هذه الأزمة. وخلال 17 يوماً تمكنا من حصارهم وإبقائهم فى هذا المثلث المشترك بين تشاد والسودان من جهة، والأراضى المصرية من جهة أخرى، ونتيجة التنسيق المشترك مع السودان وتشاد نجحنا فى تحرير الرهائن، بعد أن أطلق الإرهابيون سراحهم، وكانت لحظة فارقة فى تاريخ مصر، أسعد هذا الخبر الرئيس مبارك والقيادة العامة للقوات المسلحة، وكنت فى هذا الوقت قائداً للمنطقة الجنوبية، وكان لهذه العملية دور كبير فى رفع أسهم مصر لدى الرأى العام العالمى، وكانت من أهم الأسباب التى دفعت القيادة ترشيحى لمنصب قائد قوات الحرس الجمهورى.
■ وماذا جرى فى اليوم الأول لتوليك هذا المنصب ودخولك إلى قيادة الحرس الجمهورى؟
- بالقطع حدثت المقابلة مع السيد رئيس الجمهورية، وهو أمر طبيعى، والحرس الجمهورى هو فرع من أفرع القوات المسلحة، ولكن لديه تشكيلاته الخاصة التى لها مهام معينة، وتتلقى الأوامر من جهات محددة، من رئيس الجمهورية بشكل مباشر، خصوصاً فى أوقات السلم، ولكن فى ظل وجود أوضاع استثنائية أو خاصة كما حدث فى 25 يناير 2011، هنا يكون دور الحرس الجمهورى ضمن منظومة القوات المسلحة، ومن هنا فإن تولى هذا المنصب الرفيع يستلزم أن يكون هناك إلمام بالأوضاع السياسية والاستراتيجية للدولة، فضلاً عن مهمة تأمين رؤساء وملوك الدول المستضافة لدينا.
■ والأوامر التى صدرت إليكم خلال أحداث الثورة فى 25 يناير 2011، هل كانت من رئيس الجمهورية أم من القائد العام للقوات المسلحة؟
- لو عدنا بالأحداث إلى الخلف قليلاً، فإن العبء كان كبيراً على القوات المسلحة فى تأمين الدولة وحدودها الخارجية المختلفة، والأصل فى ذلك أن الحرس الجمهورى هو العنصر القتالى فى تأمين رئاسة الجمهورية، ويتلقى تعليماته وأوامره من رئيس الجمهورية مباشرة، ولكن إذا ما تحدثنا عن الشرعية الدستورية ومفهومها فنحن ندخل هنا فى إطار منظومة القوات المسلحة.
■ وماذا عن موقف زكريا عزمى؟
- توقع انقلاب الأوضاع، وربما كان هو الوحيد الذى اجتاحه القلق، وقال تحديداً بعد حادث إحراق المواطن لنفسه أمام مجلس الشعب «يا جماعة الموضوع الذى حدث فى تونس سينتقل إلى مصر ولازم نكون جاهزين وعلينا أن نسأل أنفسنا من الآن ماذا سنفعل»، وفى هذا الوقت سألنى زكريا عزمى: «إذا حدث هذا كيف سنتصرف؟» فقلت له بتلقائية شديدة: «نحن بالأساس مهمتنا هى حماية شعبنا وأرضنا»، ثم سأل عمر سليمان، فلم يجب عمر سليمان عن السؤال وهز رأسه فقط فى إشارة تعكس إحساسه بخطورة الوضع، وبعد عودتنا إلى القاهرة تزايدت حدة القلق لدينا، لكن وزير الداخلية حبيب العادلى بأسلوبه المنفر للشعب هو الذى أوصل الأمور إلى هذا الحد، وكنا نتمنى بالفعل أن تحدث تغييرات معبرة عن آمال الشعب، وأن يجرى القضاء على الفساد وأن يعرف الناس حقوقهم وواجباتهم، وعلى المستوى الشخصى كنت آمل فى حدوث هذا التغيير وإلا فلماذا نحن موجودون؟ فنحن جميعاً دون الشعب لا نساوى شيئاً.
■ وهل تعتقد أن تزوير انتخابات مجلس الشعب لعام 2010 كان السبب الحقيقى وراء هذا الانفجار الكبير؟
- هذا أمر لا شك فيه، لقد شعرنا جميعاً بالعار من جراء هذا التزوير، فالأمور كانت واضحة تماماً، لدرجة أن بعض القادة داخل مؤسسة الرئاسة طلبوا عدم ترشيح فتحى سرور لرئاسة مجلس الشعب فى هذا الوقت، ولكن كان هناك تصميم على الخطأ، ما أوصل المواطنين إلى درجة الغليان، لأن الدولة ليست ملكاً لشخص أو لمجموعة أشخاص بل هى ملك للشعب بالأساس.
■ ألم يجرؤ أحد على تحذير الرئيس مبارك فى هذه الفترة من خطورة تزوير انتخابات مجلس الشعب وتردى الأوضاع فى البلاد؟
- بالنسبة لى فعلت ذلك، حاولت أن أوضح الأمر لرئيس الجمهورية، وقلت له إن انتخابات مجلس الشعب كان فيها نوع من الالتواء كثيراً وفساد أيضاً، والحقيقة أن الرئيس مبارك لم يعطنى فرصة لأن أكمل، واعتبرت أن قصده هو أنه ليس من مسئوليتى أن أتحدث فى السياسة لأننى رجل عسكرى ولى مهمة محددة، ولكن رأيى كان بوازع وطنى، وبعدها شعرت بسعادة نفسية لأننى قلت رأيى بصراحة فى هذا الوقت.
■ هناك من قال إن الرئيس مبارك لم يعد يهتم بشئون الحكم بعد وفاة حفيده «محمد» ما رأيك فى ذلك؟
- هذه الفترة لم أحضرها كاملة، ولكن بحكم الاطلاع على الأوضاع، كان هذا الوقت هو أفضل وقت يعتزل فيه الرئيس مبارك الحياة السياسية ويتركها لمسئولين آخرين، بما يرضى الشعب ويرضى الدولة لكى تكون قوية وعظيمة وحرة، ولكن بالفعل كان «وهن» الرئيس وضعفه فى هذه الفترة هو الباب الذى دخل منه مجموعة من الأشخاص كانت لهم مآرب وتطلعات شخصية، وكانت الطامة الكبرى وبداية فتح أبواب الفساد.
■ توليتم منصبكم فى 9 أبريل 2009، وأوباما جاء إلى القاهرة فى مايو 2009، بداية لماذا لم يذهب معه الرئيس مبارك إلى جامعة القاهرة؟
- زيارة الرئيس الأمريكى أوباما كانت مهمة جداً بالنسبة لنا، فهى لم تكن زيارة رسمية وإنما زيارة شبه خاصة، وفى هذا الوقت حين حضر أوباما قال لنا الرئيس مبارك «لن أذهب معه لأنى أريده أن يرى مصر دون أن يرشده أحد عن شىء أو يملى عليه شىء».
■ ولكن الرئيس مبارك كان فى هذا الوقت يعانى من حالة إعياء شديدة بسبب المرض؟
- كانت حالة الإعياء واضحة بالفعل، ولكن الزيارة مرت بسلام، وعلى الرغم من أننا كنا نتوقع أن يثير الرئيس الأمريكى أوباما مسألة التوريث، ولكن يبدو أنه شعر بالإحراج فى أول زيارة له إلى مصر، فضلاً عن الإعياء الذى كان واضحاً على الرئيس.
■ وكيف كنت ترى مظاهر التوريث فى هذا الوقت؟
- كنا بدأنا نشعر أن الوضع فى مصر أصبح مهلهلاً، وأن الفساد بدأ يتغلغل بشدة، وأن صانعى القرار كانوا يتحركون بعصبية وبتوتر فى صنع القرار، وكانوا يتحركون فى اتجاه توريث الحكم لمصلحتهم هم قبل مصلحة البلاد.
■ وماذا عن موقف عمر سليمان والمشير طنطاوى من ملف التوريث؟
- كانا يرفضان التوريث بالقطع، بل إن جميعنا كان يرفض ذلك، صحيح لم يكن هناك تصريح مباشر بذلك من السيد عمر سليمان أو المشير طنطاوى، ولكن كانت هناك تصرفات منهما تستطيع من خلالها أن تدرك رفضهما الكامل لمسألة التوريث.
■ وهل صحيح ما يردده البعض من أن مبارك كان رافضاً لتوريث نجله أيضاً؟
- مبارك كان يتابع ويراقب الأحداث ليرى رد فعل الشعب والقيادات المختلفة ولم تمهله الأيام.
■ ولكن جمال مبارك كان فى هذا الوقت يقوم بدور أشبه بدور مدير مكتب الرئيس؟
- ليس إلى هذا الحد، ولكن كان له رأيه فى بعض الأمور باعتبار أنه فى يوم من الأيام سيصبح رئيس دولة.
■ مع بدايات الثورة، كيف كنت ترى الأوضاع داخل الحرس الجمهورى؟
- كان مفهوماً فى هذا الوقت أن وزير الداخلية لديه القدرة على فض المظاهرات فى أى مكان مهما كان حجمها، وبالتالى كانت هناك ثقة فى الرئاسة فى قدرته على فض المظاهرات، حتى إننا جميعاً كنا نظن أن ما حدث فى 25 يناير مظاهرة مثل أى مظاهرة أخرى، ولم يتوقع أحد أنها سوف تصل إلى درجة الثورة، ولذلك لم يكن هناك استعداد كامل للتعامل مع هذا الحدث المهم.
■ فى آخر لقاء للرئيس بالمثقفين فى معرض الكتاب كانت لديه ثقة كبيرة فى استقرار الأوضاع، من أين جاءته هذه الثقة فى وقت كانت البلاد تموج باحتجاجات عديدة؟
- بحكم قربى من مؤسسة الرئاسة أستطيع القول إن هناك سببين وراء ذلك. الأول، ثقته الكبيرة جداً فى وزير الداخلية حبيب العادلى وقدرته على التعامل مع هذه الأحداث وفض المظاهرات أو أى شغب ينجم فى البلاد. والثانى، رهانه على الشعب وثقته بأن الشعب سيقف إلى جانبه، وهذا بسبب التقارير المضللة التى كانت تصل إليه.
■ بالعودة إلى ما حدث فى الخامس والعشرين من يناير هل كان الرئيس على علم بالتقارير التى كانت ترصد الدعوة التى انطلقت على «فيس بوك» للتظاهر؟
- كانت التقارير التى تصل إلى الرئيس تؤكد أنها مظاهرات عادية مثل سابقتها ولا تأثير لها، وأن الأمور سوف تكون مستقرة، ولكن ما حدث كان شيئاً آخر، لقد تسارعت الأحداث وبدت غير واضحة، ولم تكن هناك متابعة على الأرض إلا لرجال وزارة الداخلية، باعتبار أن هذا من مهام عمل الوزارة فى السيطرة على الأمور والحيلولة دون تفاقم الأوضاع.
■ بحكم وجودكم كقائد للحرس الجمهورى، كيف اتخذ قرار نزول الجيش إلى الشارع؟
- يوم 28 يناير بالتحديد، شعرت بارتباك شديد فى كل أجهزة الدولة وعدم قدرتها على متابعة الأحداث بشكل قوى وفاعل، إلى أن فوجئت باتصال من الرئيس مبارك فى الخامسة إلا ربع مساء نفس اليوم، وطلب منى أن أؤمن مبنى الإذاعة والتليفزيون، وهذا من مهام الحرس الجمهورى فى حال وجود أى تهديد مباشر للمبنى، وفى نفس الوقت صدرت الأوامر للقوات المسلحة بتأمين المؤسسات والمنشآت العامة والأهداف الحيوية على مستوى الدولة، وكان المخطط هو أن يجرى تأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون خلال 17 دقيقة من صدور الأوامر، خصوصاً بعد اختراق العديد من المبانى القريبة للمبنى، واستطعنا والحمد لله تأمين المبنى خلال 12 دقيقة فقط، ولو كنا تأخرنا دقيقة ونصف الدقيقة عن ذلك لاحترق المبنى عن آخره. فالمبنى كان سيجرى احتلاله، كما أكد وزير الداخلية، وحين وصلنا إلى هناك كان هناك 32 شخصاً ومعهم زجاجات المولوتوف ويستعدون لحرق المبنى، بعد أن دخلوا إلى فنائه، فألقينا القبض عليهم، وجرى تسليمهم للجهات المعنية، خصوصاً أن الداخلية كانت قد انهارت تماماً وفقدت القدرة على السيطرة.
■ وهل كان لدى رئيس الدولة فى هذا الوقت قناعة بأن تنظيم الإخوان من يقف وراء هذه الأحداث؟
- نعم، هو قال إن ما يجرى من أحداث فى هذا الوقت هو من صنيعة جماعة الإخوان والجماعات الأخرى المتعاونة معها، لكن كان هناك فقدان للسيطرة على الأمور التى كانت تتسارع بشدة، وكانت القوة الوحيدة على الأرض هى القوات المسلحة.
■ فى هذا اليوم ألقى الرئيس مبارك خطاباً قال فيه إنه سيشكل حكومة جديدة ويعين نائباً للرئيس، ماذا جرى فى هذا الوقت؟
- كانت الأزمة السياسية تزداد تفاقماً، وكان هناك بطء فى اتخاذ القرار، حتى إن الرئيس سجل خطابه يوم 1 فبراير فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً ولم يذع الحديث إلا فى الحادية عشرة مساءً، وعلى الرغم من الإيجابية التى خلّفها الخطاب، وبدء الجماهير فى الانصراف والعودة إلى بيوتها، فإن الشارع فوجئ بموقعة الجمل، فعادت الجماهير مرة أخرى بسبب بطء اتخاذ القرار وعدم القدرة على التعامل سريعاً مع الأحداث بشكل ينهى الأزمات ولا يعقدها.
■ وهل عرض مبارك على المشير طنطاوى أن يكون نائباً له؟
- هذا حدث بالفعل حين عرض عليه الرئيس مبارك تولى هذا المنصب، إلا أن المشير طنطاوى يعتبر نفسه جزءاً من منظومة القوات المسلحة، وكان على قناعة بأنه يجب أن يكمل دور القوات المسلحة فى السيطرة على مقاليد الأمور، ويتفرغ لها للعبور بالدولة إلى بر الأمان.
■ فى تقديرك لماذا زار الرئيس مبارك ومعه النائب عمر سليمان وجمال مبارك مركز عمليات القوات المسلحة فى وزارة الدفاع يوم 30 يناير 2011؟
- هذا ظرف استثنائى، والزيارة تكون طبيعية فى هذا الوقت، خصوصاً أن الرئيس سعى لأن يطمئن بنفسه على أوضاع البلاد.
■ لكن لماذا اصطحب الرئيس معه نجله جمال مبارك؟ ألم يكن ذلك مستفزاً فى هذا الوقت؟
- كانت هناك بعض الأمور خارج السيطرة، وكان جمال مبارك يشارك فى لقاءات كثيرة دون أى صفة، وتعوّد الجميع على ذلك فى مثل هذه الأمور وفى هذه الأماكن، وكان ذلك يحدث دون تخطيط أو التزام، مع الوضع فى الاعتبار أن مسألة «التوريث» كانت ثابتة فى أذهان البعض ويجرى التعامل معها على أنها حقيقة ستحدث فى المستقبل.
■ ألم يشعر الرئيس أن ذلك يستفز الناس؟
- وجهة نظر الرئيس وقتها أن الناس مشغولة فى أحداث الثورة والمظاهرات، وتناسى الجميع ما يحدث فى البلاد وضرورة التركيز للبحث عن حلول تضمن كيفية العبور من هذه الأزمة.
■ طالب الفريق سامى عنان، المشير طنطاوى بالانقلاب فى 29 يناير 2011، إلا أن المشير رفض ذلك، هل كانت لديكم معلومات عن هذا الأمر؟
- لم تصلنا وقتها أى معلومات عن احتمال حدوث انقلاب من الجيش، والقوات المسلحة ليس فى عقيدتها التغيير عن طريق الانقلابات إلا فى الظروف القسرية، أو أن الشعب هو الذى يطلب منها ذلك، والشعب لا يطلب انقلاباً وإنما انحيازاً من القوات المسلحة لتقف جانبه وتدعم مطالبه المشروعة، ذلك أن الشرعية الحقيقية والأصيلة هى للشعب بالأساس، من هنا كان موقف القوات المسلحة جنباً إلى جنب مع الشعب وتحقيقاً لمطالبه المشروعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.