يزور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، انديرس فوج راسموسن، اليوم، أوكرانيا وسط مخاوف متزايدة من توغل روسي واسع النطاق بعدما حذر الحلف من تعزيزات كبرى على الحدود. وعلى صعيد العقوبات ردت روسيا، أمس، على الإجراءات الأمريكية والأوروبية الجديدة وفرضت حظرا لمدة سنة وقيودا على واردات زراعية وغذائية من الدول المعنية. وقال حلف الأطلسي أن روسيا زادت عديد قواتها "الجاهزة للقتال" على الحدود مع أوكرانيا إلى 20 ألفا فيما كانت 12 ألفا في منتصف يوليو. وشنت القوات الأوكرانية أيضا أول ضربة جوية أمس على دونيتسك، معقل المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد وأعلنت أنها تستعد لتحرير المدينة رغم تسجيل أعلى الخسائر في الجنود في أسابيع من المعارك. وقالت الناطقة باسم حلف شمال الأطلسي، أوانا لونجيسكو "هذا وضع خطير" محذرة من أن روسيا قد تستخدم "ذريعة القيام بمهمة إنسانية او لحفظ السلام لإرسال جنود إلى شرق أوكرانيا". كذلك عبرت بولندا عن المخاوف نفسها. وقال رئيس وزرائها، دونالد تاسك، "إن المعلومات التي اتلقاها تسمح لنا بأن نعتبر أن خطر تدخل روسي مباشر بات بالتأكيد أكبر مما كان عليه قبل بضعة أيام". من جانبها دعت المستشارة الألمانية، آنجيلا ميركل، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى استخدام نفوذه على الانفصاليين من أجل إرساء الاستقرار في أوكرانيا. فيما نفت "موسكو" المعلومات عن حشودات على الحدود. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشنيكوف، إن "تحركات قوات تضم آلاف العناصر وبمثل هذه التجهيزات غير ممكنة في مثل هذه الفترة القصيرة". وأعلنت كييف أن الأمين العام لحلف الأطلسي سيزور أوكرانيا اليوم بدعوة من الرئيس بترو بوروشنكو. والموضوع الأساسي على جدول الأعمال هو الشراكة بين الأطلسي وأوكرانيا لكن راسموسن أشار في مقابلة الأحد إلى أن حلف الأطلسي سيعد خطط دفاع جديدة في مواجهة "العدوان الروسي". وتحدث "بوروشنكو" هاتفيا مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، وعبرا عن قلقهما إزاء التصريحات الصادرة عن موسكو والتي تشير إلى دور لجنود حفظ سلام روس في أوكرانيا كما أعلن البيت الأبيض. وأثناء انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس الأول طالبت روسيا بدون جدوى بتدابير إنسانية عاجلة، وعبر السفير الروسي فيتالي تشوركين، عن أسفه لأن كييف "تواصل تكثيف عملياتها العسكرية". وردت مساعدة السفير الأمريكي في الأممالمتحدة روزماري ديكارلو أن "بوسع روسيا وضع حد لكل هذا" بوقف دعمها للانفصاليين وإرغامهم على "تسليم السلاح". ويتهم الغرب روسيا بدعم المتمردين في شرق أوكرانيا ما أدى إلى أسوأ أزمة بين الغرب و"موسكو" منذ الحرب الباردة. وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي سلسلة عقوبات مشددة على "موسكو" فيما أعلنت سويسرا واليابان وكندا عن عقوبات جديدة ما يدفع الاقتصاد الروسي الهش إلى حافة الإنكماش.