كارثة حقيقة يعيشها نحو خمسة آلاف من الصيادين وأصحاب المزارع السمكية بقرية السيالة دائرة مركز دمياط؛ بسبب تلوث بحيرة المنزلة، نتيجة تصريف مصنع السماد بالعنانية الصرف الخاص به في البحيرة، علاوة على غلق ثلاث مناطق رئيسية بالبحيرة ممثلة في تل الجصة بوز الحشيش في المنطقة الشرقية لتل الجصة، والمقيل بورد النيل بسبب ورد النيل والبوص، حيث استغلَّ بلطجية الشبول والنسايمة والمنزلة والبصارطة تلك المناطق المنغلقة وغابوا عن أعين الأمن بتلك المنطقة ومارسوا البلطجة على الصيادين وفرضوا الإتاوات كما بنوا جسورًا منعت المياه من الوصول إلى قرى شطا وغيط النصارى والسيالة والعنانية، حتى تحوَّلت عدة مناطق بالبحيرة إلى مناطق ملوثة بفعل المياه الراكدة التي لا تتغيَّر وتسير في اتجاه واحد وهو ما يؤدي لموت الأسماك وخاصة الزريعة. "الوطن" التقت عددًا من أصحاب المزارع السمكية بالسيالة للتعرف على مطالبهم. من جانبه، قال طه أحمد السيد أبوعمر (80 عامًا): "لقد تسببت محطة الصرف الصحي بالعنانية في تدمير الثروة السمكية نتيجة تصريف المحطة في البحيرة، وهو ما أدى لتدهور الثروة السمكية"، وطالب أبو عمر بإغلاق المحطة ومعالجة المياه بها نظرًا لتلوث مياه البحيرة. وطالب عرفة حامد أبوعمر، صاحب مزرعة سمكية، بتطهير بحيرة المنزلة ومنع تصريف الصرف بالبحيرة. فيما قال محمود رجب، القيادي بحزب فرسان مصر: "لقد تسببت العصابات المسلحة المتمركزة في العلاوي والمقطوع والمنيل بالسيالة في قطع أرزاق أصحاب المزارع السمكية والصيادين". وطالب محمود أبو عمرو، صياد، بتطهير بحيرة المنزلة من البوص والجسور التى أقامها عدد من البلطجية وكذلك تطهيرها من العصابات المسلحة التي تعتدي على الصيادين كما طالب بنقل مصنع الأسمنت المقام بالعنانية نظرًا لصرف الصرف الخاص في البحيرة وكذلك نقل ومحاسبة العناصر المتواطئة من العامنلين بالثروة السمكية مع المعتدين من الصيادين. من جانبه، أكد مصدر مسؤول بهيئة الثروة السمكية بدمياط، رفض ذكر اسمه، ل"الوطن"، أنه بالفعل يوجد تلوث ببحيرة المنزلة ولكنه لا يشمل البحيرة بأكملها، مشيرًا إلى المناطق التي تقوم بإلقاء الصرف الصحي في مناطق قريبة من البحيرة، حيث تتركز مناطق التلوث على المناطق القريبة من محطات الصرف الصحي مباشرة كالخياطة والعنانية والسيالة ويعد التلوث أقل نوعًا في شطا. وأشار المصدر إلى ما تقوم به الهيئة حاليًا من شق قناة البط بالخياطة والتي تعمل على الحد من التلوث الموجود بالمنطقة عن طريق تجديده وتطهير بوغاز الصفارة بعزبة البرج للمساعدة على سرعة تجديد المياه بالبحيرة. وأوضح المصدر أن التلوث يرجع لعدم تجديد المياه وزيادة المخلفات، وهو ما دفعهم للعمل على شق عدد من أبر من فتحات البوغاز ك"الصفارة الجديد والقديم بعزبة البرج، العلامة بعزبة البرج، قناة البط". واعتبر المصدر أن الصرف الزراعي المعبَّأ بالمبيدات الحشرية والموجود بمصرف محب والسيالة ومصرف السرو "سبب مباشر" لتلوث البحيرة.