الحديث والمتاجرة باسم الدين، دائمًا ما يستخدمها تيار لخدمة أهدافه ووفقًا لانتمائه الفكري والأيديولوجي، حيث ترى وجهات النظر المختلفة والمتناقضة في ذات الوقت: "منظومة الحكم التي وضعها السيسي أشد مجاهرة بعداء الإسلام وأهله وشرائعه من نظام مبارك"، هكذا وصف القيادي الجهادي ياسر السري، حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، زاعمًا محاربته للإسلام وأهله، باسم الدين. الدكتور حامد أبوطالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، يرى أن مثل هذه الفتاوى بعيدة عن الإسلام الصحيح: "ياسر السري وغيره من أصحاب المنهج التكفيري المتطرف، بعيد عن صحيح الإسلام والواقع في مصر، فتصريحاته تؤكد أنه يعيش في الوهم، وسينال سوء العذاب بسبب هذه الفتوى التي تجرأ فيها على الله وكفَّر مسلماً بلا ذنب، ورئيسنا السيسي لم يكفر، بل هو مأجور من الله لأدائه الأمانة وحماية الوطن من الإرهابيين والمتسللين والمختلين عقليًا ممن يطلق عليهم التكفيريين والجهاديين". وتأتي مثل هذه الفتاوى لتضع الرئيس عبدالفتاح السيسي في مأزق شديد، بسبب الاتجاهات السياسية، والتي تبدو متناحرة. "السري" الهارب إلى لندن، يزعم أن الرئيس السيسي يستمد تعليماته من الخارج: "إقرار هذه المنظومة هو إقرار على الكفر البواح، فالسيسي استمد تعليماته وقوته المعنوية من أعداء الإسلام وينفذ ما يملونه عليه، وبأفعاله وأقواله قد ارتد عن الإسلام". وسرد "السري"، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعض ما وصفه ب"دلالات كفر السيسي"، حسب زعمه، قائلًا: "امتنع عن تطبيق الشريعة، وتآمر على الإسلام وظاهر الكافرين وعاونهم على كبح جماح الإسلام، وأغلق الكثير من المساجد، وقتل المسلمين وحرقهم وزج بالكثيرين في السجون، لإرضاء إسرائيل وأمريكا، وشكل لجنة لصياغة دستور كفري، ودخلت إسرائيل سيناء وقصفت المسلمين بضوء أخضر منه، وتدمير الأنفاق لإحكام الحصار على غزة". فيما أكد "أبوطالب"، في تصريحات ل"الوطن"، أن وزير الأوقاف يسير على الطريق الصحيح من أجل بسط الوسطية في نشر صحيح الدين وتطهير المساجد من التشدد: "وزير الأوقاف يسير في الطريق الصحيح لحماية الدعوة والقائمين عليها، وجعلها تسير في الطريق الصحيح بعيدًا عن الغلو والتطرف، والمصريون الطيبون يرفضون هذه الأفكار الملوثة بالسموم، التي تسئ لدين الله، ويطلبون الأزهر الشريف حيث الإسلام المعتدل والوسطى والعقلاني".