«لازم نعيّد مع المتوفين»، هذه العبارة رددها المئات من زوار المقابر فى الإسكندرية فى ثانى أيام عيد الفطر، حيث يكون اليوم مخصصاً لزيارة المتوفين فى القبور، غير أن هذه العادة تحولت إلى موسم رزق لعدد من الفئات، من بينهم عمال المقابر ومقرئو القرآن والشحاذون والبائعة الجائلون. ففى مقابر «المنارة» الموجودة بوسط الإسكندرية، تفترش السيدات أمام مدافن أقاربهن، ويجلس الأولاد، ويظل قارئ القرآن يتلو العديد من الآيات القرآنية، وتظل الأسرة جالسة أمام المدفن لساعات، ثم ترحل، بعد قضاء ساعات مع المتوفى. تقول الحاجة نعمة حسن: «لازم آجى أزور أبوالعيال، وأعيّد معاه وأجيب معايا أحفادى علشان يشوفهم، ويعيدوا على جدهم، ونقضى معاه اليوم»، وتابعت: «باجى من الساعة 8 الصبح، وأفضل قاعدة لحد 3 الظهر، وبعدين أشترى حاجات وأروح». أما الحاجة نجوى حمدى، فقالت: «زيارة القبور دى عادة عندنا، لازم آجى أشوف أمى وأبويا وزوجى، وأزور كل الناس اللى رحلت عننا، ونعيّد معاهم.. ده حقهم علينا وإحنا فى العيد زى ما بنتفسح ونخرج لازم نزورهم ونقضى معاهم اليوم». على الناحية الأخرى، يغلق البائعة الجائلون الشوارع التى توجد بها المقابر، بسبب تزاحمهم فى بيع البضائع للزوار، بالإضافة إلى «الشحاتين» الذين يجلسون أمام المقابر وبداخلها، وعمال المقابر والمقرئين. فرج محمد، أحد العاملين بمقابر المنارة أكد: «إحنا بنفضل مستنيين اليوم ده من العيد، أصله بالنسبة لينا موسم ويوم للرزق، الناس كلها لازم تتجمع ثانى يوم علشان تزور الموتى، وإحنا بقى بنسترزق شوية». ويقول الطفل أحمد، أحد الصغار الذين يقفون وسط مقابر الإبراهيمية لانتظار الصدقة: «الناس لما بتشوفنى بتدينى قُرَص وفلوس، وأنا بحفظ قرآن عشان أقعد أتلوه قدام الناس على المقابر زى ما أبويا قالى، عشان يدونى فلوس».