لا يطاوعنى القلم على الكتابة، وأجدنى حائرة وحزينة وأنا فى الساعات الأخيرة من أحب الشهور إلى قلب المسلمين، وتقرأون كلماتى ونحن فى اليوم الثانى لعيد الفطر المبارك! يجب أن أكون سعيدة بختام الشهر المبارك، وأقول لكم كل عام وأنتم بخير بمناسبة العيد، ولكن الكلمات تقف فى حلقى، وأنا أرى حال المسلمين حولنا يسير من سيئ لأسوأ، والصوت العالى للإرهاب يتجسد فيمن يرفعون رايات الإسلام الكاذبة ويقتلون أبناء دينهم، فيما يتفنن أعداؤنا فى الانقضاض على أهالينا، فنتسابق لجمع التبرعات دون أى جهد لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة من موت قاس وغادر، لا يعكس إلا ضعفنا وهواننا على أنفسنا! يرتد بصرى إلى بلدى مصر الغالية، الغارقة فى ظلام انقطاع الكهرباء، وارتفاع الأسعار، واستبداد فقرائها بفقرائها، قبل استبداد الأغنياء، فلا أحد يريد أن يدفع ثمناً ولو زهيداً حتى نتجاوز أزمتنا، وفيما نحن نحاول النهوض من كبوتنا، حتى يطل الإرهاب بوجهه القبيح الحقير ليقتل جنودنا فى الفرافرة، ولتطال مصر سهام النقد من مافيا الإخوان، خونة قطر، ومزايدة تركيا أردوغان الحزين على ضياع حلم الخلافة بسقوط مشروع الإخوان فى مصر، ليظهروا وكأن مصر تتخلى عن غزة أو تدعم ما يحدث فيها كرهاً فى حماس!! لم يقف أحد أمام المبادرة المصرية الحالية، ليكشف أنها نفس مبادرة «مرسى» -عندما كان رئيساً- ووافقت عليها حماس على الفور، أما اليوم فترفضها، حتى لو مات آلاف الأبرياء من أهل غزة، فالفرصة تذهب لقطر التى لم يسأل أحد لماذا لم تطرد السفير الإسرائيلى فى الدوحة، أو تغلق المكتب التجارى الإسرائيلى؟! وها هى تركيا فى المشهد، يهاجم أردوغان «السيسى» ويتفه من دور مصر، وهو صاحب أكبر تبادل تجارى وعسكرى مع إسرائيل! هكذا يصورون مصر بمبادرتها خائنة، فيما ينعم قادة حماس بموائد الطعام فى قطر، ويزداد رصيدهم فى البنوك، ويستمر نزيف الدم فى غزة، الأبرياء دائماً هم من يدفعون الثمن، لعن الله الساسة والسياسة!! غزة فى القلب، والعين والقلب يبكيان الصغار الذين يموتون برصاص الصهاينة، وسيسأل كل من تسبب فى عدم الاستجابة للمبادرة المصرية التى سيقبلونها أو بمثلها، ولكن بعد المزيد من الضحايا! نعم غزة فى القلب ولكن مصر الآن -كما كانت وستظل- فى القلب والعين وعلى الرأس، وهى الآن تئن وتحتاج منا إلى التكاتف والتحمل والالتفات لما يخطط لنا، فالمسألة لم تنته بسقوط الإخوان، بل بدأت، وداعش وما يحدث فى غزة والفرافرة وليبيا ليس ببعيد! مصر التى حماها الله من شر الإخوان ومعهم خطط الأمريكان بأصابع قطر والأتراك، ستظل محمية وستنهض طالما المصريون يحبونها ويتحملون من أجلها، فعلوا من قبل وسيفعلون!! تحيا مصر، وسننتظر مفاجأة السيسى بعد العيد وستكون بإذن الله «بشرة خير» للمصريين، وكل عام وأنتم بخير يا أحلى وأعظم شعب!.