رخيصة هى الدماء العربية عند اصحاب الفكر الإخوانى ، من يخالفهم الرأى يكفر ويباح دمه ، ومن يتبعهم يضحون به مع منحه صك دخول الجنة مع " حور العين " ، والأبرياء الذين يتساقطون اشلاء نتيجة تفجيراتهم وحروبهم العبثية يبشرونهم بالثواب فى الآخرة . ذلك هو فكرهم ، وتلك ثقافتهم ، فاذا قسناها مع ما يحدث فى غزة وأروقة التآمر التركية القطرية لن نستغرب إصرار حماس على مواصلة تقديم اطفال ونساء ورجال القطاع قرباناً للأطماع والمكاسب الإخوانية . ضربت غزة ولم تتحرك قطر ، مات أكثر من 200 فلسطينى وجرح أكثر من ألف ولم تمد لهم قطر يد العون ، هى تريد المأساة لتتاجر بها حزبياً ، ولكن الإمارات العربية ليست لها حسابات خاصة ، ولا تتبع أهواء السياسة عندما يكون النداء إنسانياً ، ويكون الدم العربى المسلم هو الذى ينادي ، فكانت أول المتحركين الداعميين ، فهى كذلك منذ ان وضع الراحل زايد الخير قواعد العلاقة بين الدولة والحقوق العربية المسلوبة ، وأمر خليفة بن زايد بتجهيز المساعدات لإغاثة ابناء فلسطين فى غزة ، وخصص قرابة 200 مليون درهم لذلك فى محاولة لتضميد الجراح النازفة ، ودون ان تنتظر إشارة او تعليمات من تنظيم او دولة أخرى تحركت قوافل المساعدات مع أول مستشفى ميدانى كامل التجهيز ، برفقة شباب إماراتيين اعطوا مثلاً فى التضحية مقابل العمل الإنسانى الشريف ، ووجدت قطر نفسها مرة أخرى معزولة إنسانياً من الإمارات ، وسياسياً من مصر التى طرحت مبادرة لوقف اطلاق النار حقناً للدماء وحفاظاً على الارواح ، وقبلت من الجميع بداية ، ولكن قطر لاتريد ذلك ، فهى لم تأخذ حقها من السمسرة السياسية والحزبية ، ولم تحقق ارباحاً لتضخم وهمها بانها دولة فاعلة ، وثارت ثائرتها ضد الامارات ، غيرة وحقداً ، وفتحت نيران ابواقها الإعلامية بقيادة الجزيرة ومواقع الإخوان لتضرب مثلاً جديداً فى التلاعب بالحقائق ، وتزييف الواقع ، وصناعة الاشاعات والأكاذيب والترويج لها ، وأطلقت اكذوبة اجتماع وزير خارجية الامارات ووزير خارجية اسرائيل فى باريس ، مدعية ان الهدف من الاجتماع الاتفاق على تدمير حماس ، وتبعتها باتهام فريق المساعدات الإماراتى بالتجسس ، وكأن اسرائيل لاتعرف موقع كل حجر فى القطاع الذى احتلته أكثر من ثلاثة عقود !! لم يشفع عند قطر ذلك الدم الزكى الذى يسيل فى غزة ، فالتنظيم الإخوانى عندها وعند حماس أهم واكبر من الدماء والمآسي البشرية التى يجلبونها على القطاع من خلال عبثيتهم واستدراجهم لإسرائيل وجحافيلها ، ويتبعهم فى كل ذلك اردوغان رئيس وزراء تركيا الذى كان يعمل على ان يكون " خليفة المسلمين الجديد " ، وشارك قطر فى التطاول على مصر ورئيسها ، والهدف هو ان قطر كانت تريد ان تجنى من جريمة غزة الجديدة مكاسب تساوم عليها العالم فى المستقبل لصالح الإخوان ، تريد ان تطرح مبادرة ، وتحقق وقفاً لإطلاق النار ، وفتحاً للمعابر ، وعبر الوسيط الاميركى مع استبعاد مصر وتحجيم دورها ، وبعدها تطلب الثمن !! لم يعرف عن الإمارات اللعب فى الظلام ، ولا يسجل عليها التاريخ أية سوابق تجسسية ، ولم يحدث ان فتحت باباً يدخل منه اسرائيلى ، والعكس هو الصحيح ، فقد أتت قطر بكل تلك الافعال ، تجسست وتآمرت واشترت الولاءات ، وشاركت فى تجهيز التنظيمات الإرهابية ، ومدت يدها إلى اسرائيل ، وفتحت لها مكتباً تمثيلياً فى الدوحة ، وتبادلت معها الزيارات على أعلى المستويات ، وتبادلت معها المعلومات !! إما اردوغان ذلك الحالم الخاسر ، فيكفيه ما قاله رئيس حزب الشعب التركى قبل يومين ، حيث طالبه بخلع قلادة نجمة داود والتى منحتها له المنظمة اليهودية الأكبر فى اميركا " ايباك " احتراماً لأطفال غزة ، وهو لم يفعل ذلك ، ولن يفعل ذلك ، لأنه وبكل بساطة كان شاهداً على ثلاثة اجتياحات اسرائيلية على غزة خلال فترة حكمة ، ولا يزال وقود الطائرات والدبابات التى تدك غزة يمر عبر تركيا !! الحقائق واضحة وضوح الشمس ، والأكاذيب ايضاً واضحة ولن يتقبلها عقل المواطن العربى ، وحماس وقطروتركيا لن تهمها ارواح الفلسطينيين ، لأنهم ربطوا الدماء والأشلاء بالمكاسب السياسية ، فلعنة الله على السياسة وعلى التحزب اذا كان ثمنها التضحية بالأبرياء من الاطفال والمدنيين العزل .