يستقبل زبائنه بفوطة ومناديل مغلفة ومعقمة، مَن يأتى إليه حاملاً أدوات الحلاقة الخاصة به يتركها لديه فى درج خاص أعده «زكريا الحلاق» فى صالونه بشبرا، كل هذا ليحمى زبائنه من انتشار فيروس سى بينهم، تنفيذاً لتعليمات وزارة الصحة، ووقاية من انتشار مرض لا شفاء منه حتى الآن. زكريا وغيره من الحلاقين يعملون بهذه الطريقة منذ فترة طويلة، ما شجع حملة «مصر بدون فيروس سى» لإطلاق بيانها الأول.. يعرفون أن فكرتهم قد تكون مجنونة وغير تقليدية، لكنهم يثقون فى إمكانية تطبيقها ونجاحها، ومضمونها: «زى ما بتصرف الزيت والسكر على بطاقة التموين، كل واحد يصرف أدوات الحلاقة والنظافة الشخصية على البطاقة». الحملة، التى تضم أطباء وشباباً عاديين، كثفت من وجودها فى الشارع، وخاطبت عبر بيانها كل الجهات المعنية بتنفيذ مبادرتهم، بدءاً من وزارة الصحة، وحتى وزارة التموين. «هناك حملة مستمرة للتفتيش على محلات الكوافير الرجالى والحريمى لضمان اتباعها طرق الوقاية من عدوى الفيروس الكبدى»، حسب تأكيد د. عمرو قنديل، وكيل أول وزارة الصحة للطب الوقائى، يقول: «لأن الأبحاث أثبتت أن أدوات الحلاقة تتسبب فى انتشار المرض، لكن المهم بالنسبة للوزارة هو أن يتعلم المواطن ثقافة استخدام الأدوات الشخصية بغض النظر عن حصوله عليها مدعمة أو غير مدعمة». «الوزارة على استعداد، بالتنسيق مع كل الوزارات والهيئات، للعمل على تلبية أى احتياجات من الممكن أن تسهم فى الحفاظ على صحة المواطنين»، هكذا أجاب محمود دياب، المتحدث باسم وزارة التموين، عندما سألناه عن رأيه فى بيان الحملة وما ستنفقه الدولة من دعم لتخصيص أدوات الحلاقة والنظافة الشخصية للأفراد على البطاقة التموينية.