بعد انقضاء يومين من أيام الحداد الثلاثة التي أعلنها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على الضحايا الفلسطينيين، الذين سقطوا في الهجوم الإسرائيلي على حي الشجاعية بقطاع غزة، العملية العسكرية التي وصفها ب"المجزرة"، حتى انقشع السواد وتصدَّرت الألوان البرتقالية المشهد الأخضر في ملعب بلدية "باشاك شهير"- فاتح تريم - بإسطنبول، حيث لعب، أمس، رئيس الوزراء التركي أردوغان مباراة كرة القدم على هامش افتتاحه، وأحرز 3 أهداف لتنتهي المباراة بفوز فريقه بنتيجة 9-4. ارتدى "أردوغان" الزي البرتقالي، ونسي "تباكيه" في كل خطاباته على أطفال غزة وما يعانيه أهلها جرَّاء العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهم، فهو يجري فرحًا وهناك أطفالًا يهرولون خوفًا ورعبًا، كما يحرز أهدافًا، بينما تنغرز قذائف في قلوب مَن تحت القصف، متناسيًا الهجمات "النازية" التي تشنها إسرائيل عليهم، كما وصفها في تصريحات سابقة، حلَّت "غزة" ضيفًا على المباراة من خلال لافتات تم تعليقها تضامنًا مع غزة، وفقًا لأحد المواقع التركي. ما بدر من رئيس الوزراء التركي جعل الآذان تتداعى ما نشرته وكالة "فرانس برس" حول أن "أردوغان" ضحى بفرصة أن تلعب بلاده دورًا للوساطة في النزاع الدائر في غزة، واختار بدلًا من ذلك أن ينال رضا الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية من خلال توجيه أقسى الانتقادات التي يوجهها زعيم تركي لإسرائيل، حيث إنه قبل تولي حزب "العدالة والتنمية" المنبثق من التيار الإسلامي والذي يتزعمه "أردوغان" قبل نحو 10 سنوات، كانت تركيا العضو في الحلف الأطلسي حليفًا رئيسيًا لإسرائيل في العالم الإسلامي، في سياسة نالت رضا الولاياتالمتحدة، ويقدم "أردوغان" نفسه على أنه بطل القضية الفلسطينية وزعيم العالم الإسلامي السني بأكمله، وفقًا لتصريحات الوكالة. ارتدى رجب طيب أردوغان رقم 12 في إشارة إلى رقم الرئيس القادم لتركيا، بعد أن أعلن ترشحه لرئاسة تركيا.