وبالرغم من ذلك فقد اثار موقفه انتقادات في تركيا ، حيث اخذت المعارضة على اردوغان دعمه لحركة حماس على حساب حليف انقرة الرئيسي في المنطقة،وانتقد اردوغان الذي يترأس حزبا منبثقا من التيار الاسلامي، الهجوم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة واستمر 22 يوما، الى درجة اتهمته بعض الصحافة التركية والمعارضة بانه يؤيد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تعتبرها الدول الغربية "منظمة ارهابية".،وبرر اردوغان موقفه بقوله "انا لست زعيم عشيرة، انا رئيس وزراء تركيا. وقمت بما كان يجب ان اقوم به". ومن جانبها ، أعتبرت حركة حماس موقف رئيس الوزراء التركي بمثابة "انتصارا" للشهداء الفلسطينيين في الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة، ففي بيان ل " فوزي برهوم" المتحدث باسم حماس ان انسحاب اردوغان من قاعة الاجتماع "هو انتصار لضحايا مدرسة الفاخورة (جباليا) ولالاف الجرحى والشهداء وضحايا هذه المحرقة الصهيونية ،وانتصار لعدالة القضية الفلسطينية".واكد ان حركته تشيد "بالمواقف النبيلة التركية رئاسة وحكومة وشعبنا الذين ابدوا تضامنا حقيقيا وفاعلا مع اهلنا وشعبنا ومع قضيتنا العادلة".كما اشاد بموقف اردوغان "الذي دافع فيه امام كل المجتمعين في منتدى دافوس . من ناحية اخرى،عبرت الحكومة الفلسطينية عن "تقديرها العميق للموقف التركي خلال الحرب ،وبعدها خاصة الموقف الاخلاقي لدولة رئيس الوزراء التركي "رجب طيب اردوغان" في مؤتمر دافوس وانسحابه من جلسات هذا المؤتمر بعدما ثبت له وجهته وانحيازه للاحتلال". كما أشادت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بالموقف "الوطني لرئيس الوزراء التركي اردوغان خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، فقد اكد "داوود شهاب" المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي مكتوب "إن الشعب الفلسطيني يقدر لتركيا هذا الموقف القوي و يدلل على حيوية وضرورة العمق العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية" وأضاف: "كنا نأمل أن تتخذ دول وحكومات عربية مثل هذا الموقف ولا تسمح لإسرائيل أبدا في حضور مريح لأي منتدى أو مؤتمر دولي وألا تسمح بتسويق جرائمها ومجازرها في قتل الأطفال والأبرياء من أبناء شعبنا". فى المقابل ،ذكرت صحيفة "حريت" العلمانية، التي وصفت موقف أردوغان بالحاد، أن ممثلين عن اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة انتقدوا بشدة كلمة أردوغان في دافوس قائلين: "هذا السلوك عار، وربما يشعل المشاعر ضد اليهود وإسرائيل ويعزز معاداة السامية"، وهددوا بأن اللوبي "لن يظل صامتا" أمام هذا الموقف لأردوغان. كما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على موقعها الالكترونى مساء الجمعة عن مصادر فى حكومة إيهود أولمرت وصفتها بأنها "رفيعة المستوى" قولها إن " تصرفات أردوغان فى منتدى "دافوس" ،تظهر أنه لا يهدر أى فرصة لإلحاق المزيد من الأذى بالعلاقات التركية- الإسرائيلية".