واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم ال15 على التوالى، باستخدام الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية، وأكدت مصادر فلسطينية أن الطيران الحربى الإسرائيلى قصف 70 هدفاً فى قطاع غزة، من بينها منزل القيادى الحمساوى الراحل أحمد الجعبرى، قائد كتائب القسام السابق الذى اغتالته إسرائيل عام 2012، إضافة إلى قصف محيط معبر رفح واستهداف مسجد الفاروق فى وسط رفح وتدميره بالكامل، وتدمير مسجد الأبرار فى دير البلح، فيما واصلت قوات المشاة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى قصف منازل المدنيين فى حى «الشجاعية» شرق غزة وشمال «بيت لاهيا» فى شمال القطاع، فيما قصفت المدفعية والزوارق البحرية، بشكل عنيف وعشوائى، غرب «بيت لاهيا». وأعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى المتواصل إلى 577 شهيداً و3600 مصاب، فيما استُشهد فلسطينى آخر مساء أمس الأول برصاص مستوطن إسرائيلى بالقرب من بلدة «الرام» الموازية لمدينة القدس، خلال تظاهرة فى القدس للتضامن مع غزة ضد العدوان الإسرائيلى. وفى السياق ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل جنديين إسرائيليين فى قطاع غزة، عقب ساعات من إعلانه مقتل 7 جنود آخرين فى اشتباكات مع فصائل المقاومة الفلسطينية الذين تسللوا من القطاع إلى الأراضى المحتلة، وذكرت إذاعة «صوت إسرائيل» الإسرائيلية، إن الإعلان عن مقتل الجنديين الإسرائيليين يرفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلى إلى 27 جندياً، فيما أصيب 7 آخرون فى قطاع غزة، من بينهم 3 فى حالة خطيرة. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى للمرة الأولى فقدان جندى فى أعقاب معركة دموية فى قطاع غزة، فيما أكد مسئول فى وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الجندى كان على متن ناقلة جنود مدرّعة تعرّضت لهجوم فى نهاية الأسبوع، إلا أنه لا يعرف ما إذا كان الجندى لا يزال على قيد الحياة أم أنه قتل، فيما أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكرى لحركة «حماس»- مسئوليتها عن تفجير دبابة إسرائيلية فى شمال قطاع غزة. وقال مصدر عسكرى إسرائيلى، أمس، إن قوات الجيش الإسرائيلى أحبطت محاولة تهريب أسلحة من الأردن إلى منطقة «البحر الميت» أمس الأول، ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن المصدر قوله إن الجيش قصف أيضاً 100 موقع فلسطينى جديد أمس الأول فى حى «الشجاعية»، ليرتفع بذلك عدد المواقع التى استهدفتها إسرائيل إلى 3200 موقع، وأضاف المصدر العسكرى أن قوات الجيش الإسرائيلى اعتقلت 28 شخصاً، منذ بدأت اجتياحها قطاع غزة. من جانبه، قال إسماعيل هنية، القيادى بحركة «حماس»، إن الحركة لن توافق على أى وقف غير مشروط لإطلاق النار مع إسرائيل، فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: إن مصادر رسمية فى «حماس» وإسرائيل، أكدت أنه لا صحة لما تداولته وسائل الإعلام بشأن قبول حركة «حماس» وقف إطلاق النار فى إطار المبادرة المصرية. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد أنه توجه أمس إلى مصر، بتكليف من الرئيس الفلسطينى محمود عباس، لوضع القيادة المصرية فى صورة المشاورات التى أجراها الرئيس «أبومازن» مع القيادتين القطرية والتركية ونتائج لقائه مع قيادة «حماس». وأكد «الأحمد» أن مواقف كل الأطراف من المبادرة المصرية تنم عن عدم فهم مشترك لها، وأن الرئيس «عباس» بحث المبادرة مع كل الأطراف، مضيفاً أن قطر وتركيا استمعتا لموقف الرئيس وعبرا عن تفهمهما لمواقفه. وأشار إلى أن «عباس» التقى أمس الأول بالدوحة مع رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» خالد مشعل، قائلاً: «نحن على تواصل تام مع كل فصائل العمل الوطنى وبددنا كل ما يشاع فى الإعلام حول وجود مبادرات أخرى غير المبادرة المصرية». وأوضح «الأحمد» أن المبادرة المصرية جاءت بطلب من الرئيس «عباس» للقيادة المصرية، ولفت إلى أنه من المهم الأن وقف العدوان الإسرائيلى على المدنيين الفلسطينيين، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية طرحت مطالب إضافية، من بينها إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى. على صعيد آخر، قال تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة (أوتشا)، إن العملية البرية نتج عنها زيادة كبيرة فى أعداد النازحين داخليا، حيث إن 69 مدرسة تابعة لوكالة «الأونروا» تستضيف أكثر من 100 ألف نازح. كما نفت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ما تردد فى بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية من أنها سلمت ال20 صاروخا التى اكتشفت وجودها فى إحدى مدارسها الخالية إلى حركة «حماس». وقال المتحدث باسم «الأونروا» كريس جانيس، وفقا لما أوردته صحيفة «جيروزاليم بوست»، إن من تسلم الصواريخ هم بعض خبراء المفرقعات الذين يتحملون مسئوليتهم أمام حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التى تركتها «حماس». فى الوقت ذاته، أكد مصدر مصرى مسئول، ل«الوطن»، أن معبر رفح يعمل بشكل مستمر منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، لاستقبال المصابين والحالات الإنسانية ونقل المساعدات الغذائية والدوائية. وأضاف: «عدد المواطنين الفلسطينيين الذين عبروا من غزة إلى مصر منذ فتح المعبر وحتى الآن بلغ حوالى 2230 فلسطينياً، فى حين بلغ عدد الذين عبروا من مصر إلى غزة حوالى 1194 فلسطينياً فى الفترة نفسها، كما تم نقل 466 طناً من المساعدات الغذائية وحوالى 53 طناً من المهمات الدوائية والطبية واحتياجات الأطفال من مصر إلى قطاع غزة. كما استقبل منفذ رفح الجرحى والمصابين الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية وتسكينهم فى المستشفيات المصرية لتلقى العلاج»، مشيراً إلى أن «الجهات الوطنية المصرية المعنية اتفقت على عدة قواعد منظمة لآلية دخول قوافل الإغاثة والمساعدات إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح البرى فى المرحلة الحالية، وتضمنت هذه القواعد عدداً من التسهيلات، مثل إعفاء كل المساعدات من الجمارك والضرائب، بالإضافة إلى السماح لعدد من أعضاء القوافل الإنسانية بمرافقة تلك المساعدات أثناء عبورها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح». ونقلت صحيفة «السفير» اللبنانية عن مصدر قيادى فى حركة «حماس»، قوله إن الاتصال بين الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل، يشكل خطوة مهمة فى سياق إعادة ترميم جبهة المقاومة العربية والإسلامية فى مواجهة إسرائيل، وذكرت الصحيفة أن «حركة الجهاد» الإسلامى لعبت دوراً محورياً فى تقريب وجهات النظر طيلة الشهور الأخيرة بين «حماس» وبين كل من طهران و«حزب الله»، وهو الأمر الذى ترجم ليس باتصال نصر الله بخالد مشعل، بل بثلاثة اتصالات إيرانية أجراها كل من رئيس مجلس الشورى على لاريجانى، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، وأحد كبار ضباط «الحرس الثورى» برئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» فى غضون أيام قليلة. وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين الإيرانيين الثلاثة أكدوا ل«مشعل» دعم طهران للمقاومة فى فلسطين، واستعدادها لتقديم كل أشكال المساعدة فى مواجهة العدوان الإسرائيلى على غزة. وحذّرت وزارة الخارجية الأمريكية الرعايا الأمريكيين من السفر إلى إسرائيل والضفة الغربيةوغزة بسبب القتال بين القوات الإسرائيلية وحركة «حماس». كما وعد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس الأول بتقديم مساعدة إنسانية إلى المدنيين فى قطاع غزة بقيمة 47 مليون دولار، وأعلنت الإمارات العربية المتحدة أمس الأول المساعدة بنحو 41 مليون دولار لإعادة إعمار المساكن المتضررة من الهجوم العسكرى الإسرائيلى. ودعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى أمس الأول حركة «حماس» إلى الموافقة على مبادرة التهدئة المصرية فى قطاع غزة. كما دعا وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أمس إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، مؤكداً أن «لا شىء يمكن أن يبرر مواصلة المجازر». وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون كلاً من إسرائيل و«حماس» على إنهاء القتال.