دان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، اليوم، قيام متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية، بإستهداف المسيحيين في الأراضي التي سيطر عليها التنظيم، وقال "إنهم يكشفون عن التهديد الذي يمثله الجهاديون لأقلية تعيش في المدينة منذ قرون". تأتي تصريحات المالكي، بعد يوم من إنتهاء المهلة التي فرضها تنظيم الدولة الإسلامية على المسيحيين في مدينة الموصل التي سقطت في أيدي التنظيم، ليختاروا بين إعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة الموت. واختار معظم المسيحيين الفرار إلى المنطقة "الكردية" ذاتية الحكم القريبة أو مناطق أخرى تحميها قوات الأمن الكردية. وقال المالكي، في بيانًا أصدره مكتبه، إن "ما تقوم به عصابات "داعش" الإرهابية ضد مواطنينا المسيحيين في محافظة "نينوى" وإعتدائهم على الكنائس، ودور العبادة، تكشف عن زيف الإدعاءات التي تصدر هنا وهناك، بوجود ما يسمى بالثوار أو غيرهم بين صفوفهم، تلك الأعمال تكشف الطبيعة الإجرامية والإرهابية المتطرفة لهذه الجماعة، وما تشكله من خطر على الإنسانية وتراثها المتوارث عبر القرون". ودعا المالكي، أجهزة الدولة إلى "توفير جميع مستلزمات الحياة الكريمة لهؤلاء المواطنين الذين عاشوا بأمان وسلام في هذه المحافظة وغيرها من المحافظاتالعراقية منذ مئات السنين". ومن جانبة أعرب بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول، عن قلقه اليوم، مما واجهه المسيحيون في مدينة الموصل العراقية، وطلب البابا في عظته الأسبوعية، الدعاء للمسيحيين العراقيين "الذين يتعرضون للإضطهاد والطرد والإجبار على مغادرة منازلهم بدون إمكانية أخذ أي شيء معهم". وقال سكان في الموصل، إن "مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بدأوا في إحتلال الكنائس، والإستيلاء على منازل المسيحيين الذين فروا من المدينة، وتنبع تصرفاتهم من تفسير صارم للشريعة الإسلامية التي يسعى التنظيم لفرضها على الأراضي الواقعة تحت سيطرته في العراق وجارتها سوريا، ومنع التنظيم المتطرف في الموصل بالفعل الكحول والنارجيلة والإعلانات الموجودة في الشوارع، التي تظهر فيها وجوه النساء، ولكنه في الوقت نفسه إمتنع عن تنفيذ عقوبات أكثر صرامة حتى الآن". وفى نفس السياق، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته، السبت، عن أربع تفجيرات في بغداد من بين سلسلة من الهجمات التي قتلت 27 شخصًا على الأقل في ذلك اليوم، وهو العنف الأسوأ الذي تتعرض له العاصمة "بغداد" منذ بدأ هجوم المسلحين السنة. وفي بيان نشر على الانترنت، أمس، قال التنظيم "إن اثنين من الهجمات في بغداد نفذها إنتحاريان، هما أبو القعقاع الألماني وأبو عبد الرحمن الشامي، ويشير الأسمان إلى أن أحدهما ألماني والآخر سوري. والهجومان الآخران كانا بواسطة سيارات ملغومة، حسب البيان، وأن التفجيرات إستهدفت قوات أمن عراقية، ومتطوعين شيعة حملوا السلاح في محاولة لمواجهة هجوم المسلحين السنة. ولم يتم التأكد من صحة البيان ومصداقيته، لكنه نشر على موقع للمتشددين، يستخدمه التنظيم بشكل متكرر. ورئيس الوزراء الذي حكم البلاد منذ 2006 يواجه ضغوطًا لترك منصبه الآن، وعدم السعي وراء المنصب لفترة ثالثة، ويتهم الكثيرون في العراق حكومة المالكي، التي يقودها الشيعة بالمساعدة على إشعال فتيل الأزمة، من خلال الفشل في تعزيز المصالحة مع الأقلية السنية المسلمة في البلاد، ويقولون إنه أصبح رمزًا أكثر إثارة للإنقسامات بدًلا من توحيد البلاد، ومواجهة خطر المتطرفين.