دشنت مجلة ذاكرة مصر المعاصرة التابعة لمكتبة الإسكندرية، مشروع لتوثيق الثورات المصرية، على صفحاتها باعتبارهم سجل نابض لحال المصريين وشعورهم تجاه من حكموهم، سواء كان بالرضا أو بالسخط، لأنها جزء لا يتجزأ من كيان الشعب المصري وروحه، منذ ثورة المصريين على الوالي العثماني ومجيء محمد علي باشا والي على مصر في 1805 وحتى ثورة شباب وشعب مصر البيضاء في 25 يناير 2011. وكانت البداية بثورة 23 يوليو وحتى سبتمبر 1970 (وفاة جمال عبد الناصر) أو ما يعرف بالفترة الناصرية، والوقوف خلال تلك الفترة علي الأحداث الهامة بداية من ثورة يوليو ومرورًا ب (إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية18 يونيه 1953، أزمة مارس 1954، إعفاء محمد نجيب من جميع مناصبه 14 نوفمبر1954م، قرار حل جماعة الإخوان المسلمين 1954، توقيع اتفاقية الجلاء 19 أكتوبر 1954 ثم جلاء القوات البريطانية في 18 يونيو 1956 ، قرار تأميم قناة السويس26 يوليو 1956، العدوان الثلاثي علي مصر 29 أكتوبر 1956، إعلان الوحدة المصرية السورية (الجمهورية العربية المتحدة) فبراير 1958 والانفصال، توقيع الميثاق الوطني 1962، حرب الأيام الستة (يونيه 1967)، حرب الاستنزاف، انتهاء بوفاة جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970. وتناولت في موضوع ثورة 23 يوليو النقاط التالية (مدخل إلى الثورة، وسمات المرحلة السابقة لها، ثم خصائص النظام السياسي لثورة يوليو، حركة الضباط الأحرار، أزمة مارس 1954)، ووثقت المجلة لتاريخ الثورة ويومياتها من خلال 14 نوع من المواد المختلفة المتاحة عبر الموقع الإلكتروني لذاكرة مصر المعاصرة وذلك بإتاحة مجموعات نادرة من الفيديوهات والصوتيات وأهم الخطب والوثائق الخاصة بها يوما بيوم. وحرص مشروع توثيق الثروات على تقديم وجهة النظر الأوروبية تجاه ثورة 23 يوليو من خلال الأرشيف الصحافي لما نشر في ذلك الوقت بالصحف الأوروبية عن حركة الجيش، بالإضافة إلى مجموعة من الوثائق المهمة التي تؤرخ لهذه المرحلة. وتشير ذاكرة مصر المعاصرة إلى أهم المشكلات والأزمات التي واجهت الثورة، ومنها: الصراع بين محمد نجيب وتنظيم الضباط الأحرار، حيث أجبر محمد نجيب على الاستقالة من منصبي رئاسة الوزارة ورئاسة الجمهورية في 14 نوفمبر 1954، ومشكلة الإخوان المسلمون وجمال عبد الناصر، حيث تعرض في 26 أكتوبر 1954 لمحاولة اغتيال في ميدان المنشية بالإسكندرية على يد عضو من جماعة الإخوان المسلمون يدعى محمود عبد اللطيف، وبدأت بعدها عملية تصفية تنظيم الإخوان المسلمون في مصر.