■ ما مراحل البحث العلمى لإجازة أى دواء أو علاج جديد؟ - تبدأ التجارب على العقار أو العلاج المستحدث المكتشف على حيوانات التجارب، والحيوان الوحيد الذى تجرى عليه التجارب الأولية لفيروس «سى» هو الشمبانزى، ونظراً لأن سعر الشمبانزى يتجاوز 250 ألف دولار، ويوجد فى دولة الجابون، ونظراً لانقراضه فإن التجارب عليه منعت مؤخراً واستبدله العلماء بالتجارب المعملية على العلاجات المستحدثة باستخدام الخلايا الكبدية التى تزرع فى معامل الأبحاث بعد إصابتها بفيروس «سى»، وعندما يلاحظ العلماء وجود انخفاض إحصائى ملحوظ فى أعداد الفيروس داخل الخلايا المزروعة، ننتقل إلى مرحلة التجارب الإكلينيكية الأولى على الأصحاء قبل المرضى لاختبار سُمِّية الدواء من عدمه، وعند التأكد من عدم وجود أعراض جانبية على العلاج المستحدث ننتقل إلى المرحلة الإكلينيكية الثانية على المرضى بأعداد لا تتجاوز المائة مريض، ويقارن العلاج المستحدث بالعلاج التقليدى الحالى، وإذا كانت النتائج إيجابية بالنسبة للعلاج المستحدث وتفوق نسبة الشفاء به العلاج التقليدى الحالى دون أى مضاعفات جانبية، ننتقل إلى المرحلة الإكلينيكية الثالثة بعد تحديد الجرعة المناسبة، وتجرى التجارب على عدد أكبر من المرضى المتطوعين، ونقارنه بالعلاج التقليدى. وبعد مرور العلاج المستحدث بكل مراحل البحث، يتم اعتماده من قبل المنظمة الأمريكية للدواء والأغذية بعد عرض كل الأبحاث العلمية التى نشرت فى الدوريات العلمية من البداية إلى النهاية على لجنة كبرى من حكماء الطب المتخصصين فى هذا المجال قبل إجازته النهائية كعلاج حديث. ■ هل هذا حدث مع الأدوية الجديدة التى أجيزت مؤخراً من قبل منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية والأوروبية وعلى رأسها «السوفوسفبير»؟ - هذه الأدوية الحديثة التى أجيزت مؤخراً مرت بكل مراحل البحث العلمى المذكورة سابقاً التى بدأت مع مطلع الألفية الثالثة، ونشرت كل مراحل البحث العلمى من الألف إلى الياء فى كبرى الدوريات العلمية قبل إجازة هذه الأدوية من لجنة حكماء الأطباء ومنظمة الأدوية والأغذية الأمريكية. ■ هل هذه الأدوية جُرِّبت على النوع الجينى الرابع الذى تصاب به أكباد المصريين؟ - جرِّبت على عدد كبير من المرضى المصريين المهاجرين سواء فى أمريكا أو فرنسا، وهم المصابون بالنوع الجينى الرابع، وكانت نسب الشفاء دون «الإنترفيرون» تتجاوز 90% فى علاج يستمر 6 أشهر، ويتجاوز ال95% إذا أخذه مع الإنترفيرون لمده 3 أشهر فقط، كما جُربت على نحو 100 مريض مصرى دون «إنترفيرون» وكانت نسبة الشفاء تتجاوز أيضاً 90%، علماً بأن العلاج التقليدى ب«الإنترفيرون» و«الريبافيرين» لا يتجاوز ال60% وبمضاعفات عديدة، وفى فترة علاج تصل إلى سنة. ■ هل العلاج المستحدث الجديد بجهاز «كومبليت كيور دفيس» المعروف ب«جهاز إبراهيم عبدالعاطى»، مر بكل مراحل البحث العلمى السابق ذكرها؟ - لم يُنشر ما يفيد إجراء أبحاث معملية أو على حيوان الشمبانزى فى الدوريات العلمية أو المؤتمرات الطبية العالمية، كما أن التجارب التى تمت على المرضى مباشرة لم يتم مقارنتها بالعلاج التقليدى الحالى، ولم تُنشر أيضاً فى أى مؤتمر عالمى أو أى دورية علمية، وأعلن عنها فى الإعلام وهذا يجافى الأعراف العلمية المتبعة. ■ ما نتائج العلاج المبدئية بالجهاز التى أُعلن عنها يوم 28 يونيو السابق التى عرضها سيادة اللواء الدكتور جمال الصيرفى؟ - جُرِّب على 80 مريضاً تحت رعاية إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة وبإشراف لجنة من كبار أساتذة الكبد فى الجامعات المصرية ومراكز البحوث، التى أثبتت أمان هذا العلاج المستحدث، ولكن النتائج الأولية كانت مخيبة للآمال ولم يحدث أى تغيير فى 60% من الحالات، وكان هناك انخفاض فى 30% من الحالات المعالجة.. وفقط اختفى الفيروس فى 3 مرضى فقط.. وحدث مضاعفات لثلاثة مرضى ما استلزم وقف استمرار العلاج لهم. وعليه فقد قررت اللجنة المشكلة من كبار أطباء الكبد وقف العلاج بالجهاز لحين استكمال وانتهاء التجارب على الثمانين مريضاً بعد 11 شهراً من الآن. ■ هل الجهاز يؤدى إلى تفتيت الفيروس إلى أحماض أمينية والتخلص منه بعد ذلك؟ - هذا التحليل تحدث عنه من قبل أحد الباحثين غير المتخصصين فى الكبد لتفسير ارتفاع نسبة الفيروس فى الدم بعد التعرض للجهاز والأشعة فوق البنفسجية، ولكن التفسير العلمى الوحيد هو عدم جدوى هذا العلاج فى التخلص من الفيروس لوجود مخزون للفيروس فى الكبد والخلايا الليمفاوية لا يتم التعامل معه من قبل الجهاز، فهو يتعامل مع دم المريض فقط. هذا اللغط العلمى يحدث فى مصر والعالم كله، تجاوز دواء «السوفوسفبير» ويتحدث العلماء الآن عن الكبسولات المركبة التى ستطرح تباعاً فى نهاية هذا العام أو فى العام المقبل. ■ حدثنا عن العلاج بالكبسولات المركبة الذى سيتجاوز مرحلة «السوفوسفبير»؟ - هناك أكثر من 4 شركات تتنافس فى تصنيع كبسولات مركبة تحتوى على أكثر من دواء تحبط تكاثر فيروس سى فى أكثر من مكان، بحيث يتناولها المريض يومياً ودون أعراض جانبية ولفترة من 6 إلى 12 أسبوعاً دون الحاجة إلى «الإنترفيرون» أو «الريبافيرين». والكبسولات المركبة التى تحتوى على أكثر من دواء تعمل على إحباط تكاثر الفيروس، وهى الحل الأمثل للقضاء على فيروس سى فى فترة قصيرة، 6 أسابيع فقط، دون الحاجة إلى «الإنترفيرون» و«الريبافيرين» وبكفاءة وقوة تقترب من 100%، ودون حدوث تحور مؤثر للفيروس على الدواء. وهناك أجيال جديدة من الأدوية ستطرح خلال العامين المقبلين تمنع حدوث طفرات جينية مؤثرة فى الحمض النووى للفيروس، فهناك كبسولة تحتوى على دواءين معاً مثل «سوفوسبوفير واليديسبفير»، وأيضاً هناك كبسولة تحتوى على دواء «دكلاتوسوفير» مع «الأوسنابرفير»، كما أن هناك كبسولة أخرى تحتوى على «أومبيتاسفير ودسبرفير». وأخيراً كبسولة تحتوى على دواءين ما زالا يحملان كودى «MK5172 و.MK8742»، وهذه الكبسولة تتميز بوجود أكثر من دواء تعمل على إحباط تكاثر الفيروس فى أكثر من مرحلة من مراحل التكاثر الثلاث، ويتميزان بقدرتهما الفائقة على شفاء كل الأنواع الجينية المختلفة من فيروس سى بما فيها النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر، فى فترة قصيرة؛ شهر واحد دون أعراض جانبية ودون «الإنترفيرون» ودون «الريبافيرين»، ودون أعراض جانبية تذكر.. وستطرح هذه الأدوية خلال العام المقبل.