"حوار صريح جدا جدا.. كلام مريح جدا جدا"، بمجرد سماع ألحان وغناء نجم الأغنية الشبابية في الثمانينات والتسعينات علي حميدة، يدير المشاهد "بكرة التلفزيون" إلى القناة الثانية، بعد الإفطار مباشرة، ليشاهد نجوم الفن والرياضة والسياسة، يجلسون في ضيافة محاورة مخضرمة، أسست مدرستها الخاصة في البرامج الحوارية، فوسط أجواء برامج المسابقات والمنوعات الأكثر انتشارا في الموسم الرمضاني، أصبحت منى الحسيني بحوارها الصريح، ماركة رمضانية مسجلة. "ويستمر الحوار مع ضيف جديد وجولة جديدة في دروب الصراحة"، بمقدمتها الشهيرة والمعهودة لجمهور رمضان، طلت منى الحسيني، في أواخر الثمانينيات على جمهور رمضان ببرنامجها، فكانت لها شخصيتها الجريئة، وأسئلتها المثيرة للجدل، وأسلوبها المميز في انتزاع الإجابة من الضيف بصدق وصراحة، فكما عرف الجمهور مذيعات الأخبار على الشاشة، ومذيعات البرامج الخفيفة، تذوقوا طعم البرنامج الحواري الشائك مع منى الحسيني. 20 عاما وأكثر، استمر فيها البرامج، ولم يتعثر سوى مرات قليلة في موسمه "رمضان"، وقدمت الحسيني نجوما لمعوا في سماء الفن، وأجيال متعاقبة في تاريخ السينما والتلفزيون، جلسوا على مقعد الصراحة ، فترى "الشرير خفيف الظل" عادل أدهم كرجل مثقف مطلع هادئ، طيب الطباع، و"الملك" محمد منير، يتحدث عن لحظات مولده وطفولته بصدق، ونجم الكرة الراحل، الجنرال محود الجوهري، قليل الظهور في الإعلام، يتحدث عن خبرته الكروية، والكثير من النجوم قرروا الحديث بكل صراحة. "التلميذة النجيبة"، وصف أطلقته المذيعة المخضرمة سهير الأتربي، على منى الحسيني، متحدثة عن بداياتها معها على شاشة القناة الثانية، وإعجابها بحرصها الشديد على مجموعة العمل معها رغم مرور سنوات طويلة على عمر البرنامج. "اللقاء الحاسم و"كشف المستور"، أسماء برامج حاولت منى الحسيني أن تعود بها إلى شاشة التلفزيون، ولكن بقي "حوار صريح جدا"، هو الأصل والباقي صور مقلدة، حتى أنها أدمنت التكرار، وقالت في أحد الأحاديث الصحفية: "برنامجي الجديد نسخة من القديم فلا وقت للتطوير".