لم يعد الذهاب إلى كشك العيش عادة يومية لدى الحاج سيد؛ فقد قررت الحكومة أن تمنحه قسطاً من الراحة فأضحى ذهابه للفرن بعد تطبيق المنظومة يوماً بعد يوم، 10 أرغفة هى مقدار ما يحصل عليه الرجل الأربعينى الذى اكتفى فى بطاقته التموينية باسمه واسم زوجته ولم يشأ أن ينال من حصة الفقراء من الأرز والسكر لأبنائه الأربعة، لكنه لم يكن يعلم أن نصيب أبنائه من العيش الحاف سيكون مرهوناً بأسمائهم فى بطاقته التموينية، لم تعد الأرغفة اليومية تشغله، لكن ذات صباح لم يجد الحاج سيد «كشك العيش». قبل الذهاب لعمله فى إحدى الشركات، يذهب الحاج سيد صباح كل يوم إلى كشك العيش، هذه المرة وجد بابه مغلقاً، لأول مرة منذ سنوات يغلق الكشك وتعلق عليه ورقة: «البيع داخل الفرن»، منذ سنوات قرأ «سيد» ذات العبارة، لكن فى موضعها القديم على باب الفرن: «البيع داخل الكشك»، منظومة الخبز، الحل السحرى لمشكلة دعم رغيف الخبز، اعتبرتها الوزارة حلاً جذرياً لدعم الرغيف الذى لا يصل لمستحقيه ويلتهمه جشع أصحاب المخابز، بينما اعتبرها «سيد» فصلاً جديداً فى مأساة الحصول على رغيف العيش: «هنرجع تانى طوابير أمام المخابز عشان العيش، وبعد ما الكشك حل مشكلة فصل الإنتاج عن التوزيع رجع كله فى مكان واحد»، ما يراه «سيد» عيب المنظومة يعتبره الحاج سامى وضعاً طبيعياً: «هنعمل إيه فى شغلانة الكروت دى؟ بتوقف حالنا، الناس لسه مش فاهمة وبييجوا يتخانقوا ويسألوا فالحل كان فى نقل الكشك جوه الفرن». محمود دياب، المتحدث الإعلامى لوزارة التموين، أكد أن عودة بيع الخبز داخل الأفران وضع مؤقت بسبب بدء تجربة المنظومة وما أحدثته من مشاكل ما زلنا فى مرحلة تلافيها.