تواصل الطائرات الحربية التركية التحليق فوق الجزر اليونانية المأهولة في بحر إيجه، في خطوة تعتبرها أثينا انتهاكا لسيادتها الوطنية. وشرعت المقاتلات اليونانية في التحليق في سماء بحر إيجه؛ إذ اعترضت الطائرات التركية، في محاولة للحفاظ على سيادتها. ويبدأ بحر إيجه جنوبا من البحر المتوسط، وينتهي شمالا بالبحر الأسود، فهو حلقة وصل مهمة، ووحيدة بين البحرين. كما يفصل بحر إيجه بين أوروبا وآسيا؛ إذ تقع تركيا على الجانب الشرقي واليونان على الجانب الغربي، علما أن هذا البحر ينتهي به ممرين بحريين في الشمال، هما البوسفور والدردنيل، اللذين تسيطر عليهما أنقرة، ويعتبران ممرات عالمية. وتشمل قضايا نزاع بحر إيجة بين تركيا واليونان، خلافا على ترسيم حدود الجرف القاري، واتساع المياه الإقليمية، ونزع السلاح من جزر بحر إيجة الشرقية، والمجال الجوي. وفقا للقانون الدولي، فإن بحر يجه يعتبر تحت السيادة اليونانية؛ لأنه يضم العديد من الجزر اليونانية التي تنتشر فيه حتى السواحل التركية. وسلحت اليونان الجزر في السنوات القليلة الماضية، في محاولة لردع الأطماع التركية، وتأكيد سيادتها على البحر. وبالنسبة لليونان، يعتبر بحر إيجه جزءا من الوطن اليوناني؛ لأنه مليء بالجزر اليونانية، حتى على بعد كيلو متر من الساحل التركي، وأي تنازل يقدم سيكون تنازلا من الوطن، ولن تكون أي حكومة في السلطة مستعدة أو قوية بما يكفي للقيام بذلك. وطالبت تركيا اليونان بنزع السلاح من جزر بحر إيجة، وفقا للالتزامات التي تعهدت بها في سلسلة من المعاهدات السابقة، وهي اتفاقيات شبه مجمدة، فيما طالبت أثيناأنقرة حل جيشها الرابع في وقت واحد، أو نقله بعيدا عن بحر إيجة. ولا تنكر اليونان حقيقة أن الجزر مُسلَّحة، لكنها تؤكد أنها تمارس حقها في الدفاع عن النفس، الوارد في المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة. وتطلب اليونان خطط طيران من الطائرات العسكرية التركية، وتؤكد أن رفض تقديم الخطط من قبل الطائرات العسكرية التركية يشكل «انتهاكا لاتفاقية معلومات الطيران اليونانية».