كشف تقرير وزارة الصحة لمكافحة العدوى بالمستشفيات الحكومية، الذى يتضمن نتائج التفتيش على أكثر من 360 مستشفى تابع للوزارة على مستوى المحافظات، عن انهيار معايير مكافحة العدوى فى مستشفيات القاهرةوالجيزة والقليوبية، وخُلوّ هذه المحافظات من أى مستشفى يتصدر قائمة المستشفيات «العشر الأوائل»، فى مجال معايير النظافة والعزل الوقائى وتطبيق إجراءات الترصد الوبائى. وأظهر التقرير تصدّر مستشفى «القلب والجهاز الهضمى» فى دمياط قائمة المستشفيات التابعة للوزارة، فى الالتزام بتطبيق إجراءات مكافحة العدوى، بنسبة بلغت 84.5%، بينما جاء مستشفى «أورام دمنهور» فى المركز الثانى، بنسبة بلغت 84.3%، يليهما «حميات دمنهور» ب84.1%، واحتل «حميات الإسكندرية» المركز السابع ب83.6%، بينما جاء «مركز طب وجراحة العيون» بكفر الشيخ فى المركز الثامن ب83.2%. أما على مستوى مستشفيات الصعيد، فاحتل «حميات الأقصر» المركز الرابع فى الالتزام بتطبيق معايير مكافحة العدوى، بنسبة 83.8%، بينما جاء «صدر سوهاج» فى المركز السادس ضمن أفضل المستشفيات ب83.6%، وحاز «حميات سوهاج» المركز التاسع ب83.2%، وجاء «صدر المنيا» فى المركز العاشر بنفس النسبة. واعتبر التقرير «قنا العام» أسوأ مستشفى فى مصر، من حيث تطبيق معايير مكافحة العدوى، حيث حصل على 41% فى تطبيق معايير النظافه و22.8% فى اتباع تدابير منع العدوى وتطبيق سياسات العزل الطبى و22.7% فى إجراءات الترصد الطبى للأوبئة. وجاءت مستشفيات القاهرةوالجيزة والقليوبية، فى مراكز متأخرة، بعيدة تماما عن حجم إمكانياتها، إذ احتل «دار الشفاء» المركز ال12، وجاء مستشفى الشيخ زايد التخصصى الذى يعد من أكبر مستشفيات وزارة الصحة وأكثرها تجهيزا فى المركز ال129، بينما جاء «معهد القلب» فى إمبابة -الذى يعد المركز الأشهر فى مصر- فى المركز 181، فيما احتل مستشفى المطرية التعليمى المركز 219، وشبرا العام المركز 182، وصدر الجيزة 178 والمنيرة العام 94، على مستوى مستشفيات الوزارة. ورصد التقرير مفاجأة أخرى، حيث جاء مستشفى شرم الشيخ الدولى الذى كان يعالج به الرئيس السابق مبارك فى المركز 292، فيما حاز مستشفى الساحل التعليمى، وهو أول مستشفى تابع ل«الصحة» تُجرى به عمليات زراعة الكبد، المركز 236، وجاء «حميات العباسية» فى المركز 209. فى المقابل، كشف مصدر مسئول بوزارة الصحة عن أن ميزانية الإدارة المركزية لمكافحة العدوى «صفر»، وأنه لم يتم تخصيص أى بنود مالية للإدارة فى الموازنة الجديدة للوزارة حتى الآن. من جانبه، قال د.علاء غنام، مدير برنامج الصحة فى «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية»، إن التصنيف الخاص بغياب معايير مكافحة العدوى عن المستشفيات الحكومية «متوقع»، خاصة أنه من ضمن 1374 مستشفى عاما فى مصر تتبع مختلف الجهات ليس هناك سوى مستشفى واحد حاصل على اعتماد الجودة، مشيرا إلى ضرورة إعادة هيكلة الإنفاق الصحى، وتوجيه ميزانية العلاج على نفقة الدولة إلى المستشفيات العامة، وتحسين خدمات العلاج المجانى، ودعم إدارة مكافحة العدوى التى لا تخصص لها الوزارة أى مخصصات مالية. ولفت غنام إلى ضرورة إطلاق مشروع للنهوض بمستشفيات الوزارة، بشكل مرحلى يعتمد على تقسيم هذه المستشفيات إلى قطاعات حسب النطاق الجغرافى، والبدء فى تطويرها أولا بأول، حتى يتم الانتهاء من جميع المستشفيات تباعا، مع توفير ميزانية كافية ولائقة بقطاع الصحة فى البلاد، معتبرا أن العمالة الزائدة فى الوزارة تُنهك ميزانيتها، إذ إن 70% من الميزانية تنفق على الأجور على الرغم من تدنيها، بسبب تكدس الجهاز الإدارى للوزارة. وكشف مدير برنامج الصحة فى «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية» عن أن 30% من الميزانية يستحوذ عليها ديوان عام الوزارة بواقع 8٫5 مليار جنيه، لافتاً إلى ضرورة دعم المستشفيات بالإمكانيات اللازمة وتدريب الأطباء، خاصة أن الوزارة تعانى من النقص الشديد فى أسرّة العناية المركزة وحضانات الأطفال المبتسرين. وانتقد غنام عدم تطبيق المستشفيات الحكومية لمعايير الجودة، قائلا إنه لا يوجد فى مصر سوى مستشفى واحد فقط تابع للوزارة حاصل على اعتماد الجودة هو «دار الشفاء»، على الرغم من احتلاله المرتبه ال12 فى قائمة المستشفيات التى تطبق معايير مكافحة العدوى، لافتا إلى أن الوزارة تسعى حاليا إلى حصول مستشفيين آخرين على اعتماد الجودة، فى حين لا يوجد سوى 3 مستشفيات خاصة فى مصر فقط حاصلة على اعتماد الجودة العالمى.