أبو بكر البغدادي رجل الظل الذي يتزعم "الدولة الإسلامية" ونصبه تنظيمه خليفة للمسلمين قبل أن يظهر للمرة الأولى على تسجيل فيديو، يطغى تدريجيا على زعيم تنظيم القاعدة وقد يكون أقوى جهادي في العالم. ويقود البغدادي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أعلن في 29 يونيو "قيأم الخلافة الإسلامية" على مناطق واسعة من العراقوسوريا بعد قرن على إنتهاء أخر نظام خلافة في التاريخ مع سقوط الإمبراطورية العثمانية. وفي أول ظهور علني مصور له، دعا البغدادي أو "الخليفة إبراهيم" المسلمين إلى طاعته، بحسب ما جاء في تسجيل نشرته أمس مواقع تعنى بأخبار الجهاديين. وقال وفقا لما جأء في التسجيل المصور الذي ذكر القيمون عليه أنه صور في الجامع الكبير في مدينة الموصل العراقية الجمعة "أطيعوني ما أطعت الله فيكم". وارتدى "البغدادي" صاحب اللحية الرمادية الطويلة وهو يخطب بالمصلين في الموصل (350 كم شمال بغدأد) عباءة سوداء، ووضع على رأسه عمامة سوداء أيضا. وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" بايع الأحد الماضي البغدادي "خليفة للمسلمين". وقال المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي حينذاك أن الدولة الإسلامية "ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي". وأضأف أن البغدادي "صار بذلك إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان". وبحسب المواقع الجهادية أن البغدادي والذي يلقب كذلك بالقرشي والحسيني يدعى إبراهيم عواد إبراهيم البدري. ولد البغدادي في سامراء عأم 1971 بحسب واشنطن، والتحق بالعمل المسلح ضد القوات الأمريكية التي غزت العراق بفترة وجيزة بعد عأم 2003 وقضى بعض الوقت في أحد سجون الأمريكية في البلاد. وأعلنت القوات الأمريكية أنها تعتقد أن قواتها قتلت أبو دعاء وهو أحد الأسماء الحركية التي استخدمها البغدادي، في قصف جوي على موقعأ عند الحدود العراقية السورية. لكن يبدو أن هذه المعلومات غير صحيحة بعد أن تزعم هذأ الرجل قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" في 2010 على إثر مقتل اثنين من قادته في عملية أمريكية عراقية مشتركة. ومنذ ذلك الحين بدأت المعلومات حوله تقل. وفي عام 2011 ادرجته وزارة المال الأمريكية على لائحة الإرهاب. وفي ذات العام نشرت الحكومة العراقية صورا للبغدادي وهي أول صورة تصدر من مصدر رسمي، وكان يرتدي بدلة رسمية وملتحيأ. وقال مسؤول أمريكي العام الماضي أنه يحتمل أن يكون هذا الجهادي موجودا في سوريا لكن المعلومات حول مكان تواجده غير معروفة. وفي نهاية الشهر الماضي أعلن الفريق الركن عبد الأمير الزيدي وهو قائد عمليات دجلة المنتشرة في شمال البلاد، بأن قواته تعتقد أن البغدادي موجود في داخل العراق، لكن مسؤولين أخرين أستبعدوا ذلك. وبعد اندلاع الحرب في سوريا برز التنظيم كواحد من أقوى الفصأئل المقاتلة وأعلن في أبريل 2013 أنه أصبح يحمل اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". ويوصف البغدادي داخل تنظيم "داعش" بأنه قائد عسكري ميداني وتكتيكي، وهذا ما يميزه بشكل كبير عن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وهذه الميزة هي التي جذبت أعدادا كبيرة من المقاتلين الاجانب. ويقدر عدد هؤلاء بالآلاف.