أبو بكر البغدادي، رجل الظل الذي يتزعم "الدولة الإسلامية" ونصبه تنظيمه أمس خليفة للمسلمين، يطغى تدريجيا على زعيم تنظيم القاعدة وقد يكون أقوى جهادي في العالم. وأعلن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" تغيير اسمه إلى "الدولة الاسلامية" مسقط بذلك كل إشارة جغرافية سياسية، و"قيام الخلافة الإسلامية". وقد بايع زعيمه أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين" في محاولة لإحياء نظام الحكم الذي انتهى قبل مئة عام مع سقوط الإمبراطورية العثمانية. وقال المتحدث باسم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي أن الدولة الإسلامية "ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي". وأضاف أن "أبو بكر البغدادي قبل البيعة وصار بذلك اماما وخليفة للمسلمين في كل مكان". وبحسب المواقع الجهادية أن "البغدادي" والذي يلقب كذلك ب"القرشي" و"الحسيني" يدعى إبراهيم عواد إبراهيم البدري. ولد "البغدادي" في سامراء عام 1971 بحسب واشنطن، والتحق بالعمل المسلح ضد القوات الأمريكية التي غزت العراق بفترة وجيزة بعد عام 2003 وقضى بعض الوقت في أحد السجون الأمريكية في البلاد. وأعلنت القوات الأمريكية أنها تعتقد أن قواتها قتلت أبو دعاء وهو أحد الاسماء الحركية التي استخدمها "البغدادي"، في قصف جوي على موقعا عند الحدود العراقية السورية، لكن يبدو أن هذه المعلومات غير صحيحة بعد أن تزعم هذا الرجل قيادة ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق في مايو 2005 بعد مقتل اثنان من قادته بعملية اميركية عراقية مشتركة. ومنذ ذلك الحين بدأت المعلومات حوله تقل. وفي عام 2011 إدرجته وزارة المال الأمريكية على لائحة الإرهاب. وفي ذات العام نشرت الحكومة العراقية صورا ل"البغدادي" وهي أول صورة تصدر من مصدر رسمي، وكان يرتدي بدلة رسمية وملتحيا. وقال مسؤول أمريكي العام الماضي أنه يحتمل أن يكون هذا الجهادي موجودا في سوريا لكن المعلومات حول مكان تواجده غير معروفة. وفي نهاية الشهر الماضي أعلن الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، وهو قائد عمليات دجلة المنتشرة في شمال البلاد، بان قواته تعتقد أن "البغدادي" موجود في داخل العراق، لكن مسؤولين آخرين استبعدوا ذلك. ويوصف "البغدادي" داخل تنظيم "داعش" بانه قائد عسكري ميداني وتكتيكي، وهذا ما يميزه بشكل كبير عن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وهذه الميزة هي التي جذبت إعدادا كبيرة من المقاتلين الأجانب. ويقدر عدد هؤلاء بالآلاف. وفي الوقت الذي تسلم "البغدادي" في 2010 قيادة المجموعة التي كانت تسمى الدولة الاسلامية في العراق والمرتبطة بالقاعدة ، كان وضعها ضعيفا جدا إثر العمليات العسكرية الأمريكية التي كسبت دعم القبائل السنية للوقف ضده. لكن المجموعة استغلت الأوضاع في سوريا المجاورة للعودة والتوسع هناك في 2013. وسعى البغدادي للاندماج مع جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، لكن النصرة رفضت الاتفاق، وتعمل المجموعتان بشكل منفصل منذ ذلك الحين.