ليست مجرد أغنية تلك التي تنافس بيان مفتي الجمهورية في الإعلان عن بدء أول أيام صيام شهر رمضان الكريم، وليست مجرد أغنية أيضًا تلك التي أبدعها المطرب الراحل محمد عبدالمطلب، ولحنها له محمود شريف، ويكتب كلماتها حسين طنطاوي، بل أصبحت بمثابة إعلان شعبي عن قدوم شهر رمضان، ويتم ترديدها في الشهر الكريم من كل عام، بالرغم من مرور أكثر من 60 عامًا على غنائها. "رمضان جانا".. أغنية أجبرت الأجيال المتلاحقة على تناقلها والمحافظة عليها كظاهرة دلالية على حضور شهر رمضان، تم إنتاجها وإذاعتها لأول مرة في بداية الخمسينات، وتقاضى محمد عبدالمطلب 6 جنيهات نظير غنائها للإذاعة المصرية في ذلك الوقت، وكما يقول المؤرخ الإذاعي وجدي الحكيم، إن عبدالمطلب غنى هذه الأغنية لأنه كان يحتاج هذا المبلغ، وظل سعيدًا بها لأنها حققت شهرة واسعة جعلت اسمه وصوته مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان، وكان يردد دائمًا في سعادة: "لو أخذت جنيهًا واحدًا كل مرة تذاع فيها هذه الأغنية لأصبحت مليونيرًا". وقصة هذه الأغنية أن الإذاعة في ذلك الوقت كانت توكل لبعض الملحنين في رمضان ربع ساعة تسمى بالركن يتولى خلالها الملحن تقديم ثلاث أغنيات، على أن يختار الكلمات والملحنين والمطربين والفرقة الموسيقية التي ستؤديها، ويتم دفع 125 جنيهًا للملحن نظير تجهيزه للأغنيات حيث يقوم بدفع الأجور، ويأخذ ما تبقى لنفسه، وأوكلت الإذاعة إلى الملحن أحمد عبدالقادر، صاحب أغنية "وحوي يا وحوي" الشهيرة، فترة الربع ساعة، وأراد عبدالقادر أن يغني الأغنيتين "وحوي يا وحوي" و"رمضان جانا" لكن الإذاعة رفضت، فأسند عبدالقادر الأغنية لعبدالمطلب الذي وافق على الفور، وغناها بنجاح مقابل مبلغ ال6 جنيهات.
