هى الآن تلبس ثوب الحَذَرْ وترقب مَهدِيَّها المُنتَظَرْ وتسمع فى الصبح مذياعها وتُجلَدُ تحت سياط الخبرْ وتفتح فى الليل فنجانَها وتقرأ كلّ خطوط الأثَرْ بلادى تواجه أقدارَها وتحمل ما لا يطيق البشرْ يخطُّ التناقضُ أخبارَها يجوب التحيّرُ كلّ الصّورْ جروحٌ على الجسم لا تندمل وعَزمٌ على الوجه لا ينكسرْ وعقلٌ على هَدمها قد نَوَى وقلبٌ على همّها يَنشَطِرْ ويُوصَف بالكفر مَن آمنوا ويَنطقُ بالدِّين مَن قَد كَفَرْ يَحار المؤرّخُ فى وَصفها ويمسى يمزّق ما قد سَطَرْ و يَبقى- برَغم انتشار الدجى- شعاعُ العيون التى تَنتظِرْ قُدوماً لِطفلٍ يُسمّى " أمل" سيولدُ من يأسِها المُحتضَرْ *** هى الأرض زلْزِلَ زلزالها وألقَت بأثقالها تستَعِرْ فَهلْ خطَّط الأمرَ أشتاتُها من المخلصين و من قد غَدَرْ؟ أم الله ربُّك أوحى لها بأن تستجيب بِلَمْح البَصَرْ؟ و هل يملِكُ الوقتَ ثُوَّارُها لِغَرْسِ البذورِ و جَنْى الثَمَرْ؟ و هَل يقبل الوضع "إخوانُها" وهل يُستجابُ دُعاءُ المَطَرْ؟ *** بلادى تواجهُ أقدارَها وتَجْرَع بالغَصْبِ كأسَ الخَطَرْ و تُخفى التألّم فى قَلبِها وتَلْقَى الجموعَ بِوَجهٍ نَضِرْ و كالنَخْلِ تَقْتاتُ من طِينَةٍ وتُلقىِ الثمارَ لِمَنْ قَدْ عَبَرْ و يبقىَ الصمودُ على وَجهِها عطاءَ الإله لِشَعبٍ صَبَرْ *** أيا مصر يا قِبْلة الرافضين ويا قُبلةً فى جبينٍ عَطِرْ و لحناً جميلاً من الذكريات وشِعراً أتى من خيال القَمَرْ سؤالٌ يُلحّ على عاشقٍ يحبّك قَدْرَ ذنوب البشرْ يتوّج بِاسمِك أشياءَهُ من القلبِ حتى جواز السفرْ يلملم فى العشق أشلاءه اذا ما دنا أو أطال النظر "أرى الشعب فيكِ أراد الحياة فَهَل يستجيب اليه القَدَرْ؟"