على غير العادة فى هذا التوقيت من كل عام؛ حيث كانت بطلات المسلسلات يتبارين فى الظهور بألوان وقصات شعر مختلفة، فوجئن ببعضهن يرتدين الحجاب فى الأعمال الفنية باختلاف الظروف الاجتماعية والمادية لكل منهن؛ حيث ظهرت أكثر من 11 شخصية محجبة فى عدد من المسلسلات؛ فمثلاً جميع بطلات مسلسل «السبع وصايا» ظهرن بالحجاب، مثل رانيا يوسف، هنا شيحة، ناهد السباعى، آيتن عامر، كما ظهرت نيللى كريم ودرة وروبى بالحجاب فى مسلسل «سجن النسا»، بالإضافة إلى سلوى عثمان كدور ثانٍ. مسلسل «جبل الحلال» تظهر فيه أيضاً وفاء عامر بالحجاب؛ حيث تؤدى دور سيدة متقدمة فى العمر وأم ل3 بنات، كما ظهرت كل من حنان مطاوع ويسرا اللوزى بالحجاب فى مسلسل «دهشة»، ودفعت بعض المسلسلات بعدد هائل من الكومبارس المحجبات حتى إن اقتصر دورهن على مشهد واحد ضمن أحداث المسلسل. المخرجة كاملة أبوذكرى أكدت أن المسلسلات التى تُعرض حالياً لا تركز على الحجاب بقدر رصد معاناة المرأة المصرية بشكل عام بجميع طوائفها وطبقاتها، لافتة إلى أن المسلسلات أغلبها تتحدث عن فتيات ينتمين إلى شريحة وطبقة اجتماعية معينة مثل السجينة والمرأة المُعيلة، لرصد وعمل إسقاط سياسى واجتماعى يحدث على أرض الواقع وليس إسقاطاً دينياً، بالإضافة إلى الدراما الصعيدية التى تعتمد بشكل كبير على احترام التراث والعادات والتقاليد المتشددة على النساء مثل التخلى عن المكياج وارتداء الجلباب والحجاب: «كل بيئة لازم تتكلم عن نفسها، وظهور النساء محجبات بيجسد أغلب البيئات اللى اتكلمنا عنها». تتفق الناقدة حنان شومان مع الرأى السابق، مؤكدة أن طبيعة العمل والبيئة التى تنتمى إليها بطلات المسلسلات استدعت ظهورهن بالحجاب؛ فالمناطق العشوائية والريفية يغلب عليها النساء المحجبات، بصرف النظر عن التدين: «المسلسلات اللى أبطالها محجبات ناجحة لأنها قدرت تجسد الواقع بحذافيره». وتستكمل: «فيه مناطق فى مصر ما تقدريش تعيشى فيها إلا إذا كنتى محجبة، وإلا عيون الناس مش هترحمك»، مشيرة إلى أننا أصبحنا نحيا فى مجتمع كامل التناقضات، ويفرض قيوداً على المرأة التى تعيش فى بيئات معينة: «طبيعى نشوف السجانة محجبة، والمساجين محجبات، والصعيدية محجبة، كل بيئة بتتكلم عن نفسها».