مسلسل مستوحى من إحدى القصص الشعبية القديمة التي عشق المصريون الاستماع إليها في الجلسات الخاصة بالنجوع والقرى، وضع لها المؤلف قالبًا دراميًا جديدًا يتوافق مع العصر الذي تم إنتاجه فيه، يلفت إلى بعض العادات السيئة والصراعات التي كانت تدب بين القبائل العربية لمجرد فرض الهيمنة والتوسع في الملك. "سيرة عرب أقدمين، كانوا ناس يخشو الملامة، رئيسهم بطل سبع ومتين، يسمى الهلالي سلامة"، ملحمة غنائية شعبية جسدها "الخال" عبدالرحمن الأبنودي بشعره، وغنَّاها على الربابة "عم جابر"، وكانت تعرض عبر الإذاعة وتحظى على استماع كل عاشقي الملاحم الشعبية، السيناريست يسري الجندي التقط الخيط وقام بتحويله إلى عمل تليفزيوني يلفت إلى الموروث التاريخي الكائن في الصراع بين "أبوزيد الهلالي" و"الزناتي خليفة"، وتدور أحداثه حول ذلك الطفل "بركات"، الفنان أحمد عبدالعزيز، الذي تسبب سواد لونه في نبذ أبيه "رزق الهلالي"، يوسف شعبان، له ولأمه وطردهما خارج حدود قبيلة "الهلايل"، ليرتميا في حضن أحد الملوك الذي يقوم على رعاية الطفل وإرساله لمدرسة الأمراء لتعلم فنون الفروسية والقتل، ثم يعود إلى قبيلته الهلالية محاربًا إياها، يبارز أباه بالسيف فيتعرف كلاهما على الآخر ويصبح أحد فرسان "الهلالية" رغم اعتبارهم أنه "مجرد عبد أسود". "بو عزة"، الذي جسده الفنان حمدي غيث، يعد الشخصيات التي تتسبب في تطور الأحداث ومطابقة المسلسل ب"الحدوتة الشعبية" الشهيرة، وينفي الزناتي خليفة، الذي جسده محمد وفيق، بو عزة خارج تونس، ويتعرف الأخير في منفاه على "بركات" ويعلمه فنون القتال، ويخبره بالعديد من الحقائق عن أصله واسمه الحقيقي "أبو زيد الهلالي"، ويكون صوت الضمير الذي يدفعه إلى الذهاب لمحاربة الزناتي، ويستمر تصاعد الأحداث حتى تتم المبارزة المنتظرة بينهما. العديد من الشخصيات كان لها دور هام في العمل، أبرزها "دياب"، أحمد ماهر، الذي يسعى دائمًا للملك والسطوة على كل شيء، ويذهب بصحبة الهلالي لمحاربة "الزناتي خليفة"، وتكون نهايته على يديه، و"خضرة الشريفة"، التي جسدتها الفنانة فادية عبدالغني، والدة الهلالي التي كانت دائمًا ما تحثه على الشجاعة ومحاولة توحيد العرب وعدم الاستسلام للأهواء القبلية المتناحرة. والملفت في مسلسل "السيرة الهلالية" هو قيام ثلاثة من الفنانين ببطولته ولعب دور شخصية "أبو زيد الهلالي"، حيث لعب النجم أحمد عبدالعزيز دور البطل في الجزء الأول، فيما حلَّ محله الفنان جمال عبدالناصر في الجزء الثاني، واختتم رياض الخولي آخر أجزاء المسلسل بلعب دور البطولة. ولم يكن المسلسل التليفزيوني هو أولى المحاولات الدرامية التي تجسِّد شخصية "أبو زيد الهلالي"، بل سبقه لهذا عمل إذاعي قام ببطولته الفنان محمد السبع إلى جانب كروان الغناء فايزة أحمد، وكانت التمثيلية أقرب إلى اللون الشعبي المعروف للملحمة لتجسيد الأدوار بلغة العرب القدامى الموروثة، بالإضافة إلى أغنية تتر المقدمة والنهاية الذي كتبه سيد حجاب ولحنه عمار الشريعي لتتحول الكلمات والموسيقى إلى أغنيتين يؤديهما علي الحجار بعنوان "وبركات يا هلال يا سلامة ويا أبو زيد" و"أبو زيد هيفضل معانا". مسلسل "السيرة الهلالية"، تم إنتاجه في رمضان عام 1997، من تأليف السيناريست يسري الجندي، وإخراج مجدي أبوعميرة.
