سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرادعي.. عرّاب "30 يونيو" الغائب جاء إلى القاهرة على متن الطائرة القادمة من مطار فينا الدولي، باعتباره سياسيًا بارزًا حاصل على جائزة نوبل للسلام عن فترة عمله كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
جاء إلى القاهرة على متن الطائرة القادمة من مطار فينا الدولي، باعتباره سياسيًا بارزًا حاصل على جائزة نوبل للسلام عن فترة عمله كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. عاد الدبلوماسي والمسؤول الدولي الشهير إلى مصر عقب ثورة 25 يناير بيومين، وبالتحديد في 27 يناير، ليشارك في مسيرة حاشدة كانت انطلقت إلى ميدان التحرير في يوم جمعة الغضب، ثم غادر مصر علي نفس الطائرة إلي فيينا في 18 أغسطس من العام الماضي، عقب إعلانه استقالته على خلفية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.. وما بين التاريخين تكمن الرحلة السياسية المحلية للدكتور محمد البرادعي. تحدى "البرادعي" عقب قدومه إلي مصر إحداث تغيير جذري في مصر، وجاء ذلك بعد تحركات لحركة 6 إبريل ومصريون ضد التوريث والحملة المستقلة لدعم البرادعي، التي كانت تؤيده رئيسًا لمصر وتعمل على جمع التوكيلات لحثه على الترشح للانتخابات الرئاسية، ومن جانبه امتنع عن الترشح إلا بشروط وضمانات معينة، ثم تم تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير بمشاركة القوي السياسية المختلفة، والتي كانت تهدف إلى تحقيق إصلاح سياسي و دستوري و تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وفي ديسمبر 2010 ، دعا "البرادعي" إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة المقررة في 2011 وسافر بعدها ليعود في 28 يناير للمشاركة في جمعة الغضب، ليعلن بعدها عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة قبل أن يقرر في 14 يناير 2012 عزوفه عن الترشح، مخيبًا لآمال الكثيرين من مؤيديه، كما أعلن مقاطعته للتصويت في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، والتي أجريت بين محمد مرسي وأحمد شفيق، رافضًا أن يعطي مشروعية لانتخابات غير ديمقراطية، علي حد تعبيره. ثم أسس مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، حزب الدستور، بمشاركة عددًا كبيرًا من شباب الثورة، وذلك لتكوين تكتل يضمن العمل ضمن مسار ثورة 25 يناير يحقق أهدافها، وبعد إعلان الرئيس السابق محمد مرسي، الإعلان الدستوري لتحصين قرارته، شكل البرادعي وعدد من رؤساء الأحزاب السياسية "جبهة الإنقاذ الوطني" رافضين الحوار مع رئيس الجمهورية قبل إسقاط الإعلان الدستوري، كما دعت الجبهة لعدد من الاعتصامات والمسيرات المنددة بالإعلان. فتأتي ثورة 30 يونيو وتدخل قيادات الجيش في تنفيذ الرغبة الشعبية لعزل الرئيس محمد مرسي، وإعلان خارطة الطريق بتنصيب رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور، رئيسًا مؤقتًا للجمهورية، وتعين "البرادعي" نائبًا لرئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية. ولم يستمر الدكتور محمد البرادعي في منصبه الجديد لأكثر من أسابيع، حيث أعلن استقالته من منصبه عقب فض اعتصامي رابعة العدوية و النهضة، المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، وسط المئات من علامات الاستفهام والاتهامات بالتخوين والعمالة، ورأى البعض أن استقالته ماهي إلا هروب وتجميل لصورته الخارجية، وآخرون رأوا أنه استقال لأنه إنسان ورافضًا للقتل الذي وقع في فض اعتصامي رابعة والنهضة. وبعد 3 سنوات من ثورة يناير يعود "البوب" ليطل من حين لآخر من خلال تدوينات له علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وما بين مؤيد و معارض له، يبقى دور البرادعي في المشاركة في أحداث مصيرية ملموسًا عقب 3 سنوات من الصراع مع النظام وحكوماته.