رمضان كريم.. وهذا العام كرمه زايد وبادئ من بدرى، حتى إنه قبل بدايته أهدانا قرار القوات المسلحة بتأجيل تطبيق علاج فيروس سى على المرضى فى 30 يونيو، على الرغم من أن هذا القرار سيعرضهم للانتقاد الشديد، ولكن عدم المكابرة والاعتراف بوجود قصور والحرص على صحة المواطنين، أهم بكثير من مكسب مؤقت، إنها شجاعة العسكرية المصرية التى تستحق التحية لا الشماتة والاتهامات! استقبلنا أول يوم فى رمضان بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بالموافقة على الميزانية بعد تعديلها وتأجيل زيادة أسعار الوقود لما بعد العيد، فلم يكن من الحكمة ارتفاع الأسعار فى هذا الشهر الكريم، فكلنا يعرف أنه بمجرد إعلان زيادة أسعار السولار والبنزين 80 و90 سترتفع أسعار المواصلات وكل السلع الاستهلاكية، ولا بد من سيطرة أجهزة الدولة أولا وتوفير البدائل وتشديد رقابة أجهزة الدولة قبل رفع أى أسعار! على حكومة محلب ألا ترتكب أخطاء الحكومات السابقة التى جاءت من بعد الثورة، نعم نعرف أن الوضع الاقتصادى شديد السوء ولن نعيش على الدعم العربى طويلاً، ولكن أليس من العقل أن تقدم الحكومة أى شىء يفرح الشعب، يحسسه بأمل، يعرفه متى سيرتاح أو ستتحسن ظروفه؟! أين المشروع القومى الكبير؟! لماذا الحديث فقط عن ما الذى يجب أن نقدمه لمصر، وهى تستحق كل شىء منا، ولكن الشعب يريد أن يشعر بالثقة والأمان، لا أن يكون الحديث فقط عن الأزمات والأوضاع السيئة؟! قرار السيسى كان عاقلاً ومتفهماً للواقع، فالناس ضاقت بقطع الكهرباء المتكرر، وبارتفاع الأسعار وبالعمليات الإرهابية ونفسها ترتاح شوية، نفسها تتفاءل ببكرة، وتعرف إن حكومتها ستنجح إذا رضى الشعب واطمأن، وليس بمزيد من القرارات التى سيدفع ثمنها الفقراء فقط!! رمضان جانا ومعاه كأس العالم الممتع، وبهزيمة الزمالك المعتادة من الأهلى فى مباراة تقول إن الكرة المصرية حاجة، والعالم كله بيلعب كرة تانية خالص! رمضان جانا بعشرات المسلسلات وصراع القنوات على كعكة الإعلانات، وأى إنسان هيتوه يشوف إيه ولا إيه، مسلسل بين المباراة والمباراة، ويضيع شهر العبادة والتأمل، يخطف الإنسان بعض السور، وركعات من صلاة التراويح، لتصبح العبادة غريبة وخجولة فى شهر العبادة، حتى نصحو بعد أيام لنفيق ونندهش: إيه ده شهر رمضان خلص.. بالسرعة دى؟ أيوه بالسرعة دى، فهذه عادة الغرباء الكرماء، ما إن نشعر بوجودهم حتى يختفوا! والله لسه بدرى يا شهر الصيام!!