د. فؤاد رمزى: عمليات «تكميم المعدة» لا تصلح لمدمنى الحلويات

رئيس كلية الجراحين الدولية: النظافة الشخصية وتناول القليل من الدهون والكربوهيدرات أهم عوامل الوقاية من الأمراض

تظل الجراحة من الأشياء التى تؤرق الكثير من المرضى وخاصة كبار السن، فيما تؤرق مشاكل الغدة الدرقية وتضخمها واحتمال استئصالها الكثير من المترددين على العيادات أملاً فى البحث عن الحل الأمثل لها، كما تنتشر أيضاً مشاكل السمنة، ما أدى إلى لجوء الكثيرين إلى إجراء عمليات جراحية للتخلص من الوزن الزائد بالرغم من عدم صلاحيتها لجميع الفئات. فى هذا الحوار يرصد الدكتور عادل فؤاد رمزى، أستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة القاهرة، رئيس كلية الجراحين الدولية، وزميل كلية الجراحين الأمريكية بالولايات المتحدة الأمريكية - الجديد فى علم الجراحة فى جميع الأمراض، والاتجاهات الحديثة فى العالم فى العمليات الجراحية. وإلى نص الحوار:
■ ما الجديد فى الجراحة؟
- الجديد فى الجراحة هو أن منظمة الصحة العالمية اعتمدت جراحة الطوارئ كعناية أو رعاية طبية أولية، حيث ثبت أنها سبب قوى للوفيات لا يقل فى كثير من الأماكن عن الأوبئة.
■ هل يوجد جديد فى صحة المرأة؟
- نعم، فقد ناقش مؤتمر الصحة العالمى، الذى انعقد فى جنيف شهر مايو ماضى، العملية القيصرية فى الولادة، حيث إن هناك رؤى علمية تقول إن الولادة بهذه الكيفية ليست فقط لتفادى الألم، ولكن أيضاً لتفادى إحداث إصابة بعضلات الحوض، ما يؤثر على الحياة ذاتها. ولكن بوجه عام العملية القيصرية عملية جراحية قد تحدث لها مضاعفات، وهى تمثل ضرورة فى حالات معينة، مثل أن تكون الولادة متعسرة، أو فى حالة وجود نقص فى حركة الرحم، أو كبر حجم الطفل، أو أن يكون الطفل فى وضعية غير مريحة، أو كون الطفل جاء بعد حرمان سنوات طويلة من الإنجاب.
■ وما الجديد فى الأورام السرطانية؟
- الأورام السرطانية انتشرت فى العالم كله، والآن هناك دراسات جينية ودلالات أورام بواسطتها يمكن احتمال التنبؤ بالإصابة بالأورام، وبالتالى يمكن اتخاذ إجراءات وقائية سواء كانت جراحية أو علاجية أو بيئية لاكتشافها مبكراً، ما يؤثر بطريقة هائلة على النتيجة العلاجية. فعلى سبيل المثال، سرطان الثدى الذى يقل عن «سنتيمتر» يمكن أن تصل نسبة الشفاء منه إلى ما لا يقل عن 98%، ومن هنا تتجلى أهمية الاكتشاف المبكر.
■ وما مشاكل الغدة الدرقية؟
- مشاكل الغدة الدرقية تنقسم إلى وظيفية بزيادة أو نقص الإفراز، أو نتيجة تورم أو نتيجة تضخم بها، وتضخم الغدة الدرقية قد يكون مرحلياً فسيولوجياً أو غير ذلك، نتيجة نقص اليود فى الطعام والماء أو وجود عوامل تمنع استعمال اليود لتكوين هرمونات الغدة الدرقية التى تتوازن بشكل عكسى مع الهرمونات المغذية للغدة التى تفرزها الغدة النخامية، وزيادتها تؤدى إلى تضخم الغدة الدرقية.
■ ما نسبة الإصابة بمشاكل الغدة الدرقية فى مصر؟
- نسبة الإصابة فى تزايد مستمر، ونسبة الإصابة فى جميع دول العالم بما فيها مصر هى 5%.
■ ما أهمية هرمونات الغدة الدرقية وتداعيات اضطرابات إفراز الغدة؟
- هرمونات الغدة الدرقية تنظم أغلب عمليات الجسم الحيوية، فنقصها يؤدى إلى الخمول والسمنة وزيادة كولسترول الدم، وزيادتها تسرع النبض وتقلل الوزن وتحدث رعشة باليدين، وقد تؤثر على القلب، زيادة إفراز الغدة قد يواكبها حجم طبيعى للغدة أو تضخم بها، بسطح أملس أو عقدى.
■ ما العلاجات المتاحة لتضخمها؟
- لا يعتمد علاج الغدة الدرقية فى كل الأحيان على الجراحة، فليس كل تضخم للغدة الدرقية مدعاة للجراحة التى لا مجال لها فى التضخم الفسيولوجى والمناعى والزيادة الأولية للإفراز إذا استجابت للعلاج الدوائى.
■ ومتى تكون الجراحة لازمة؟
- الجراحة لازمة لأورام الغدة خصوصاً الخبيثة، والتضخم العقدى، والزيادة الأولية فى الإفراز التى لا تستجيب للعلاج الدوائى المتكرر، والزيادة الثانوية نتيجة تضخم عقدى بالغدة. واستئصال الغدة إما أن يكون لفص واحد فى الأورام الحميدة أو عقدة واحدة نشطة والباقى يعالج بالاستئصال تحت التام، ويسمح بالجراحة لعلاج زيادة الإفراز، وبعد الاستئصال يتعاطى المريض هرمونات تعويضية.
■ وماذا عن جراحات السمنة؟
- جراحات السمنة لا يجب أن تُجرى إلا لمن يحتاجها، أى لمنع أضرار صحية واقعة وليست لتحسين المظهر كما يفعل البعض، حيث إنها أصبحت موضة الآن بين بعض الشباب، فالمتفق عليه عالمياً أن جراحات السمنة تتم إذا كانت هناك مضاعفات خطيرة للسمنة المفرطة، مثل الإصابة بالبول السكرى وأمراض القلب بما فى ذلك تصلب الشرايين.
■ ما المعايير التى يتم من خلالها تحديد الفئات التى يمكنها إجراء تلك العمليات؟
- لا يجب أن يقوم بإجراء العمليات الجراحية للسمنة أى شخص لا يعانى من السمنة المفرطة، وهى التى يتم تحديدها عن طريق معدل كتلة الجسم، الذى يتجاوز ال35 فى الأشخاص العادية وال40 فى مرضى السكر والضغط المرتفع، ولا تصلح عمليات تكميم المعدة للأشخاص الذين يفرطون فى تناول الحلويات.